تتجه الجزائر نحو إصدار قرارات هامة حول تطعيم الأطفال باللقاح المضاد بكورنا قريبا، وتأتي هذه الخطوة في ظل تسجيل ارتفاع رهيب في عدد الإصابات المُؤكدة وسط التلاميذ. ولجأت العشرات من المؤسسات التربوية عبر الوطن إلى غلق المدارس وتسريح التلاميذ وتعليق الدراسة جزئيا لمدة قد تصل إلى عشرة أيام، بهدف محاصرة الوباء في المحيط المدرسي، في ظل تسجيل ارتفاع قياسي في عدد الإصابات وسط التلاميذ والأساتذة معا. وتلقت مديريات التربية للولايات، تعليمات من وزارة التربية تقضي بالتوجه نحو الغلق الكلي لمدة لا تتجاوز عشرة أيام في حالة اتساع رقعة الوباء بالمؤسسات التربوية بالأخص لدى تلاميذ المتوسط والثانوي، أو الاكتفاء بغلق الأفواج التي سجل فيها حالات إصابة مؤكدة بالفيروس، أما الخيار الثالث فيكمن في تسريح الأساتذة المصابين واستخلافهم بآخرين. ومن بين المؤسسات التربوية التي أوصدت أبوابها لمدة عشرة أيام، ثانوية المجاهد الخليل أحمد_ ورقلة_ وأيضا أقفلت مدرسة التعليم الخاصة "الامتياز" ببومرداس أبوابها بعد أن سجلت عشرات الإصابات بالفيروس، بينما لجأ مدراء مؤسسات تربوية إلى استخلاف الأساتذة المصابون واستكمال الدروس بطريقة عادية مع إلزام التلاميذ بارتداء الكمامات وتعقيم اليدين بمعقم كحولي. وكشف في هذا السياق عضو اللجنة العلمية لرصد تفشي كورونا، البروفيسور رياض مهياوي، إنه يتم حاليا النقاش حول تطعيم الأطفال باللقاح المضاد لفيروس كورونا، متوقعا صدور قرارات بهذا الشأن قريبا. وأوضح مهياوي، أمس، في حوار مع برنامج "ضيف الصباح" للقناة الأولى، أن نقاشات اللجنة العلمية لا تكاد تخلو من موضوع تطعيم الأطفال، وتحديدا حول العمر المستهدف ونوع اللقاح، وتوقع في هذا الإطار صدور قرارات مهمة في هذا الشأن قريبا حسب تعبيره. وأضاف ضيف الصباح " الأهم اليوم هو دفع الأشخاص أكثر من 18 سنة للتلقيح والبداية بالأشخاص المحيطين بالتلاميذ (الأولياء والمعلمون والإداريون وغيرهم) لتفادي وصول العدوى إليهم، لكن للأسف الشديد هناك عزوف شديد عن التلقيح ولم نبلغ بعد الهدف المنشود من العملية". وفي السياق أكد مهياوي أن متحور أوميكرون بدأ يفرض نفسه بقوة في الوضعية الوبائية ببلادنا بعد أن كان متحور دلتا هو المهيمن في ديسمبر الماضي في حدود 70 إلى 80 بالمائة. وتابع" تصاعد الأرقام للإصابات كما في كل دول العالم، لكن المتحور الجديد أوميكرون بدأ ينافس بقوة متحور دلتا وربما سيتفوق عليه قريبا كما هو الشأن في جميع دول العالم". وقررت العديد من الدول تلقيح الأطفال الذي تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما بجرعة من لقاح "فايزر" أقل قوة من تلك المستخدمة للراشدين وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية التي كشفت إن الفئة العمرية بين 5 و14 سنة هي حاليا أكثر الفئات المعرضة للعدوى مع معدلات إصابة أحيانا أكبر بمرتين أو ثلاثة مرات من معدلات سائر السكان. وأثار ملف تلقيح الأطفال بين 12 و 17 عاما ضد فيروس كوفيد – 19، في وقت سابق ردود فعل متفاوتة ومختلفة بين المختصين والأولياء، في ظل عدم توفر معطيات علمية كثيرة عن هذا الجانب. والظاهر أن العملية لن تكون سهلة حسبما كشفه البروفيسور خياطي مصطفى رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث الذي كشف في تصريح سابق ل "الجزائر الجديدة" إنه لا يمكن الانتقال حاليًا إلى تلقيح فئة الأطفال ضد فيروس كورونا في ظل عدم بلوغ أكبر عدد من الأشخاص المستهدفين وهم فئة المسنين والمصابين بأمراض مزمنة. وأوضح خياطي أن عملية التلقيح لا يمكن القفز على مراحلها فالمطلوب حاليا التركيز على الفئات الهشة التي تبقى أكثر الفئات عرضة وتهديدا ليتم الانتقال بعدها إلى الأطفال حتى يتسنى لنا تحقيق المناعة الجماعية. وأوضح رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث أن نجاح العملية مرهون بإطلاق حملات تحسيسية ضخمة لإقناع الناس بأخذ لقاح كورونا، وتساءل في هذا السياق قائلا: "كيف بإمكاننا التوجه نحو التطعيم وقطاع عريض من الجزائريين يرفضون اللقاح".