تستعد الجزائر لإنجاح القمة العربية، بعد النصر الكاسح الذي حققته بفضل دبلوماسيتها القوية، على اثر افتكاك قرار طرد الكيان الصهيوني من الاتحاد الإفريقي . ويرى مراقبون أن قرار الاتحاد الإفريقي بتعليق منح الكيان الصهيوني صفة مراقب، انتصارًا دبلوماسيًا جديدًا للجزائر، وضمانًا لاستمرار مرجعيته ونضاله من أجل تصفية ما تبقى من قضايا التحرر في العالم على غرار القضية الفلسطينية والصحراء الغربية، وأن هذا الانتصار يؤكد مرة أخرى عن سلامة مواقف الجزائر التي عززت موقعها كقوة فاعلة في القارة الإفريقية، باعتبار أن الدبلوماسية الجزائرية تعرف عهدًا ذهبيًا متجددًا سيرفع قدرتها على التأثير الإيجابي في مختلف المشاهد الدولية. وتراهن الجزائر بعد هذا الانتصار على انجاج القمة العربية، رغم محاولات التشويش التي تطال انعقادها من طرف نظام المخزن، من خلال الترويج لمعلومات مغلوطة تتعلق بتأجيل القمة العربية. ويلاحظ الدبلوماسي الجزائري مصطفى زغلاش، ان مؤشرات قوية توحي بنجاح القمة العربية واستكمال مسار الانتصارات التي حققتها الدبلوماسية الجزائرية في الأشهر الأخيرة. ويرى زغلاش أن عمل الجامعة العربية ظل مرهونا بأمرين أساسين، ويتعلق الأمر الأول بالقضايا الكبرى التي لا يوجد حولها خلاف حقيقي عميق، كالقضية الفلسطينية وعلاقة الدول العربية بالدول الإفريقية ومسألة محاربة التنظيمات الإرهابية. أما الرهان الثاني فهو يتعلق حسب المستشار السابق للجزائر في جامعة الدول العربية بتقليص حدة الخلافات أو إبقاءها على حالها عند موعد انعقاد القمة بالنظر للدولة التي تحتضن القمة. وتأتي قمة الجزائر في وقت حساس جداً تمر به العلاقات بين الدول العربية خاصة بين الجزائر والمغرب، ويأمل زغلاش ألا تؤثر التوترات على سير القمة، لكنه في ذات الوقت لا يرى معجزة ستتحقق خلال قمة الجزائر. ويبدو أن أكبر خاسر جراء عودة الدبلوماسية الجزائرية بقوة سواء تعلق الأمر بقرار طرد الكيان الصهيوني من الاتحاد الإفريقي او نجاح القمة العربية وتحقيق تقارب فلسطيني فلسطيني، المملكة المغربية التي راهنت على كسر الإجماع والتوافق بين الدول الإفريقية والعربية خاصة بعد أن أصبحت تعرف بأنها الدولة التي ذهبت إلى أبعد حد في مستنقع التطبيع مع الكيان الغاصب.