مخاوف كثيرة أصبحت تحيط بالسوق النفطية العالمية التي أصبحت مهددة تحت وطأة الصراع بين روسياتوأوكرانيا، بالأخص بعد توسع العقوبات الغربية ضد موسكو لتشمل الطاقة الروسية بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن قرار يقضي بحظر واردات النفط الروسي إلى أمريكا في خطوة جديدة من شأنها رفع حدة الضغط الاقتصادي على موسكو من جهة والسوق النفطية من جهة أخرى. ويقول الخبير في الشؤون الاقتصادية سليمان ناصر في تصريح ل "الجزائر الجديدة" إن أثر حظر واردات النفط الروسي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ألقى بظلاله سريعا على سوق النفط العالمية بدليل أنه دفع بأسعار النفط الخام والمنتجات الأخرى نحو الارتفاع سريعًا. وساعات قليلة فقط قبل إعلان الحظر الأمريكي عن واردات النفط الروسي، رفع غولدمان ساكس توقعاته لسعر خام برنت في السنة الجارية إلى 135 دولارًا للبرميل من 98 دولارًا، وخلال 2023 رفعت التوقعات إلى 115 دولارا للبرميل من 105 دولارات، وقال إن الاقتصاد العالمي قد يواجه اكبر صدمات على الإطلاق في إمدادات الطاقة بسبب دور روسيا الرئيسي. ويقول المحلل الاقتصادي إن هذا القرار سيتضح أثره أكثر فأكثر في السوق النفطية، بالأخص وأن حصة روسيا تبلغ حوالي 10 بالمائة من منتجات النفط والبترول أي ما يعادل 11 مليون برميل يوميا من أصل 99 مليون برميل ينتج يوميا على مستوى العالم. ويعتقد المتحدث أن هدف أمريكا من هذه العقوبات هو "تركيع" موسكو وليس تعطيل اتفاقية "أوبك +" النفطية مثلما رجحه خبراء عالميون، إذ قال أليكسي بيلوجوريف نائب مدير الطاقة مدير الطاقة بمعهد الطاقة والتمويل إن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستعمل على تعطيل إتفاقية "أوبك+" النفطية وذلك بعد أن تخلت عن النفط والمنتجات النفطية من روسيا احد ابرز منتجي النفط في العالم. ومن جهته يقول الباحث في الشؤون الاقتصادية أحمد الحيدوسي في تصريح ل "الجزائر الجديدة" إن الهدف من قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن القاضي بفرض حظر فوري على واردات النفط والطاقة الروسية هو عدم استفادة موسكو من الارتفاع الذي تشهده أسعار النفط على مستوى العالم، ومن جهة أخرى محاولة لإلحاق الضرر بالصين باعتبارها أكبر مستورد لهذه المادة من السوق النفطية رغم أن هذه الأخيرة اتخذت خطوات استباقية قبل انطلاق العملية العسكرية على أوكرانيا، إذ وقعت شركة الطاقة الروسية "روس نفط" صفقة نفط ضخمة مع الصين في فيفري الماضي على هامش زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بكين للمشاركة في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022. ورجح المتحدث تسجيل ارتفاع جديد في أسعار النفط في حال اتساع رقعة حظر إمدادات النفط الروسية بالأخص مع انخفاض المخزونات وهو ما سينعكس سلبا على العالم بأسره إذ سترتفع نسبة التضخم في العديد من الدول من بينها الجزائر.