لا تزال العائلات القاطنة بحي "بلاكوت" المتواجد على مستوى اقليم بلدية سطاوالي بالعاصمة ، تعاني بسبب الخطر الذي يهددها ويهدد حياة أبنائها، فالوادي المحاذي لسكناتهم ، ارتفع منسوب المياه فيه بسبب الأمطار التي تساقطت بغزارة في الآونة الاخيرة، الأمر الذي جعل من امكانية فيضان الوادي محتمل في أي لحظة ممكنة . أعربت أكثر من 200 عائلة تقطن بالحي ذاته في لقاء مع " الجزائرالجديدة" عن استياها وامتعاضها الشديدين بسبب سياسة الصمت الرهيب التي تنتهجها السلطات المحلية بعد النداءات والمناشدات المتكررة التي تقدموا بها هؤولاء قصد حمايتهم من خطر فيضان الوادي المحاذي لمنازلهم ، فحياتهم تحولت لجحيم سينا وانهم صاروا يعيشون تفاصيلها مع خطر الموت كلما ارتفع منسوب المياه إلى السطح فصل الشتاء ، الوضع الذي اضطرهم إلى التقدم لمصلحة مديربة الري قصد التدخل العاجل تهيئة الوادي والحيلولة دون ان يشهد فيضانا قد يودي بحياة العائلات. وفي السياق ذاته ، أشار قاطنو الحي في حديثهم إلى أن الوادي يطفو على السطح ويزداد خطره كلما تساقطت الأمطار والتي تجعل المنازل تعرف أوضاع كارثية و مزرية ، الوضع الذي يجعل حياتهم مستحيلة في ظل هذه الظروف، خصوصا وانهم يشهدون تسربات مياه الوادي إلى منازلهم ، ا فتغرق كل محتويات المنزل ، الأمر الذي أثار استياءهم ودفعهم إلى مطالبة الجهات المعنية بضرورة تهيئته قبل حدوث كارثة تودي بحياة هؤولاء. وحسب السكان أن ما زاد من حدة الوضع المزري ، مشكل التلوث الذي يعرفه هذا الأخير وانبعاث الروائح الكريهة منه، والتي جعلت منه موطنا لتكاثر وانتشار مختلف أنواع الحشرات الضارة الناقلة للجراثيم الخطيرة ، زيادة على ذلك الأمراض والأوبئة التي أضحت الشبح الذي يهددهم ، رغم هذه المعناة و الألم الذي يتخبطون فيه لم يتلق السكان أي تدخل لمسؤوليهم من أجل تغيير الواقع المأساوي الذي يعيشونه منذ سنوات طويلة، ماعدا بعض الإجراءات السطحية المتعلقة بإفراغ كميات معتبرة من الأتربة في الجهة المحاذية للوادي لتفادي تسربه إلى منازلهم وتلف ممتلكاتهم ليجدوا انفسهم من دون أي شيء. من جهة أخرى ، تحدث سكان الحي عن تخوفهم من استمرار الوضع سينا و انه تم تشييد بيوتهم الفوضوية على ضفاف الوادي خلال العشرية السوداء إلا أن مدة مكوثهم هناك طالت ليصطدموا بعدها بواقع مر آخر وعلى رأسها المشاكل اجتماعية التي اتسعت رقعتها في هذا النوع من الأحياء نغصت حياتهم فضلا على ندرة المياه الصالحة للشرب انعدام الغاز، الكهرباء التي تم إيصالها بطريقة عشوائية بالحي . كما اكد السكان على انهم رفعوا انشغالهم ومطالبهم إلى السلطات المعنية لترحيلهم إلى سكنات لائقة أو على الأقل تهيئة الوادي الموجود بمحاذاة سكناتهم خاصة وأنهم أضحوا مهددين بالموت كلما ارتفع منسوب مياهه إلى السطح وأمام هذه المعطيات ، توجه عائلات حي "بلاكوت" المتواجد على مستوى إقليم بلدية سطاوالي بالعاصمة نداءها إلى السلطات المحلية قصد التدخل العاجل و التكفل بمطالبهم وانشغالهم بشكل جدي ، سيما وانهم قد وعدو بالترحيل في عدة مناسبات والظروف المأساوية التي يعيشونها لا تقل بؤسا عن أوضاع العائلات ممن تم ترحيلهم في إطار البرنامج الولائي لإعادة الإسكان، حتى يتخلصوا من المعاناة و الألم الذي طال امده ، خصوصا وأن أجيال عديدة تقطن بهذا الحي .