أحدث بلبل وادي سوف الأسمر الفنان، عبد الله مناعي، مفارقة خلال السهرة الفنية الثالثة من فعاليات اختتام تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية بقصر الثقافة عبد الكريم دالي، عندما استرجل ونزل من المنصة ليغرد أمام جمهوره بصوته القوي والشجي وهو ينظر في أعينهم ليؤكد من جديد أنه محبوب الجماهير. تجول مناعي بكل أريحية بين مقاعد الحاضرين معتبرا ذلك فرصة للتقرب من الجمهور، فطرب وأطرب الجميع، فقد كان الحفل وإن وقعه فنانون من الوزن الثقيل على غرار المطرب الشعبي عبد القادر شاعو، والملك الأبيض حمدي بناني، نادية بن يوسف، وطاوس أرحاب، إلا أن الجمهور قد تجاوب مع من سمي بالظاهرة الفنية التي تستوجب الدراسة. وفي حديثه إلى "الجزائرالجديدة" قال مناعي أن الارتجال والبساطة والتعامل مباشرة مع الجمهور أفضل بكثير من البروتوكول في حياة الفنان حتى يخلق جوا من الحميمية بينه وبين جمهوره خاصة عند اعتلاء المنصة فهو يكون قريبا منه. إلا أن طاوس أرحاب، قد أضرمت النار في القاعة بمجرد دخولها، فقد تجاوب معها الحضور إلى آخر لحظة، خاصة عندما غنت للفنان القدير إيدير أغنية "زويت رويت" التي رقص عليها الحضور مرددين "إمازيغن إمازيغن". كما أطرب فنان الشعبي، عبد القادر شاعو الجمهور بأغانيه المتميزة والجميلة، عندما دخل حمدي بناني بحلته البيضاء وكمانه الأبيض اللذان لا يفارقانه أبدا حيث تجاوب الجمهور معه على أنغام "بالله يا حمامي"، و"عاشق ممحون نارو لهيبة"، ونادية بن يوسف التي تألقت هي الأخرى في السهرة. وقال الفنان عبد القادر شاعو في تصريح للصحافة أن الفن موهبة، فالموهوب لا يحتاج إلى معهد في الكثير من الأحيان، كما أنه يحضر بمناسبة خمسينية الجزائر يحضر الفنان برنامجا خاصا، ويضرب موعدا في 28 أفريل مع جمهوره في باريس. وبدأ مطرب المالوف، حمدي بناني حديثه إلى الصحافة بموال فني، مثمنا وزارة الثقافة على المجهودات التي بذلتها في إطار "تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية"، مضيفا أنه قد تم التحضير لبرنامج قصير لأن هناك تسعة مغنيين، وعن مشاريعه القادمة قال بأنه سيحيي حفلا في البالاس في باريس الخامس من جوان القادم، ومن ثمة سيكون في كندا أكتوبر المقبل يرافقه الشاب يزيد الذي سيغني معه المالوف. وعن سؤال "الجزائرالجديدة" حول تحبيب الشباب في المالوف، أجاب بناني بوصفه المالوف بأنه من التراث الذي تحكمه قواعد، فهو لا يزال يتواجد في الساحة، وإن كان الشباب لا يهتم به إلا أنه يحبه، لذلك يجب جذب هؤلاء الشباب من خلال تدريس المالوف في المدارس، فإن هم تعرفوا عليه عن كثب سيحبونه دائما. كما شارك في إحياء الحفل مجموعة من الفنانين على غرار فريد خوجة، عبد اللطيف مريوة، سمير تومي، وعباس ريغي، الذين تم تكريمهم في آخر الحفل.