أكد الرئيس المدير العام لمجمع صيدال بومدين درقاوي أن إنتاج مادة الأنسولين تحمل علامة نوفونورديسك بمصنع قسنطينة سيسمح للجزائر باقتصاد نحو 50 بالمائة من فاتورة العملة الصعبة التي تبلغ حاليا 120 مليون أورو في السنة. وأوضح درقاوي، أمس، لدى نزل ضيفا على حصة "ضيف التحرير" للقناة الإذاعية الثالثة، أن الجزائر تستورد اليوم ما يعادل 120 مليون أورو من الأنسولين في السنة و سيسمح لنا ذلك باقتصاد نحو 50 بالمائة من الفاتورة بالعملة الصعبة ،و أضاف أن هذا الاتفاق سيكون له صدى ايجابيا على الضمان الاجتماعي الذي سيعرف انخفاضا في تكفله هذا الدواء. و كانت الجزائر والدانمارك عن طريق مجمع صيدال والمخابر الدانمركية قد وقعتا يوم 21 افريل الفارط عقد شراكة تكنولوجية بين مجمع صيدال ومخابر نوفونورديسك الدنمركية لصناعة مادة الأنسولين بجميع أنواعها بمصنع قسنطينة التابع للمجمع بقيمة مليون دولار . وترمي هذه الشراكة إلى توسيع إنتاج أنسولين مجمع صيدال قصد تغطية الاحتياجات الوطنية من هذه المادة والتي تصل إلى 5 ملايين قارورة في الوقت الذي تقدر فيه قدرة إنتاجها من قبل مصنع قسنطينة 1 مليون قارورة. وحسب درقاوي لم يتم من قبل بلوغ هذه القدرة من الإنتاج حيث كان المصنع يشتغل بنسبة 60 بالمائة فقط و ذلك بسبب مشاكل خاصة بالتحكم التقني و التكنولوجي، مذكرا بان مستوى الإنتاج الحالي يمثل 3 بالمائة من السوق المحلية التي تقدر حاليا بحوالي 14 مليار دينار. وأوضح الرئيس المدير العام أن الاتفاق مع المخبر الدانمركي الذي يعطي التي ينتجها مخبر نوفونورديسك وسيسمح لنا في نهاية 2014 بعد مرحلة تأهيل و استثمار بتحقيق إنتاج يعادل الطلب المحلي وحسب نفس المسؤول سيتم سنة 2014 تغطية طلب كل أنوع الأنسولين مشيرا إلى أن عقد الرخصة سيسمح لصيدال بالاستفادة من التحول التكنولوجي و التكوين و المساعدة بالإضافة الى أنه ستكون هناك في نفس الوقت مسؤولية متبادلة، قائلا في نفس السياق "سنلقى المساعدة حتى يتسنى لنا إنتاج في فرقة واحدة 3 ملايين خرطوشة تعادل تقريبا الطلب الحالي. وسوف ننتقل إلى فرقتين أن اقتضى الأمر". من جهة أخرى سجل الرئيس المدير العام لصيدال احتمال إنتاج كمية إضافية من الأنسولين للتصدير ستحددها المخابر الدانمركية حسب العقد المبرة بين الطرفين. وفي ما يخص المشاريع المستقبلية كشف المدير العام لصيدال كشف الرئيس المدير العام لمجمع صيدال بومدين درقاوي عن إنشاء شركة مختلطة جزائرية كويتية لإنتاج الأدوية المضادة للسرطان. مؤكدا أن هذه الشركة التي هي قيد الدراسة ستكون جاهزة في أجل أقصاه 36 شهرا و أنه تم اختيار الشريك الكويتي لضمان تحقيق هذا المشروع للتجربة التي يتمتع بها في مجال إنتاج الأدوية المضادة للسرطان بمنطقة الشرق الأوسط. وأضاف نفس المسؤول أن الشركة المذكورة تملك الوسائل المتطورة المخصصة لإنتاج هذا النوع من الأدوية، مشيرا الى أن تحديد تاريخ انطلاق المشروع بالجزائر سيكون بعد الزيارة التي تقوم بها الجهات الكويتية. وستساهم هذه الشراكة حسب نفس المتحدث في التخفيف من "حدة الضغط" على الطلب على الأدوية الموجهة لعلاج السرطان من جهة وفاتورة استيراد "الثقيلة" لهذا النوع من الأدوية، موضحا في نفس السياق بأن المجمع لا يملك الإمكانيات لإنتاج مجموع الادوية المضادة للسرطان باعتبارها صناعة بيوتكنولوجية متطورة. وفي رده عن سؤال حول تسجيل تأخر في انطلاق هذه المشروع قال الرئيس المدير العام للمجمع انه "لم يسجل أي تأخر في هذا المجال لان المجمع ركز اهتماماته على انتاج بعض أنواع الادوية الجنسية التي كانت تستورد وذكر بالمناسبة بانجاز أربعة وحدات أولها مصنع قسنطينة لصناعة كل أنواع السوائل الثانية بشرشال التي تنطلق الاشغال بها بعد ثلاثة أشهر وتخصص لصناعة الأنواع الجافة والوحدة الثالثة بالزمرلي لإنتاج الانواع الجافة هي الاخرى والرابعة في اطار الشراكة بين القطاع العمومي والقطاع الخاص لإنتاج الحقن، مضيفا بأن مجمع صيدال سيتعزز قريبا بمركز للتكافؤ البيولوجي من شأنه أن يسمح بتحديد مواصفات كل المنتجات التي ينتجها حسب ما أعلن عنه بومدين درقاوي مصرحا بأنه سيفتح قريبا مخبر للتكافؤ البيولوجي بالجزائر العاصمة وهو في طور الاستكمال. وأوضح المتحدث أن مجموعة من الباحثين الشباب تدرس و تتطور في هذا السياق، مشيرا إلى إمكانية إقامة شراكة في هذا المجال مؤكدا بأن الصندوق الوطني للتنمية منح قرضا لمجمع صيدال بقيمة 17 مليار دينار من أجل زيادة حصته الكمية في السوق من 20 إلى 40 بالمائة و من 6 بالمائة إلى 25 بالمائة في القيمة في أفق 2014. وأشار درقاوي إلى أن الهدف يكمن في خفض فاتورة الأدوية و الوصول إلى 70 من المائة من الإنتاج الوطني مع مشاركة كل الفاعلين موضحا بأن هذا التمويل سيسمح بتوسيع وحدات الإنتاج التابعة لصيدال، مضيفا أن تجديد التجهيزات سيكون عبر مراحل. وعن سؤال حول تطهير سوق الأدوية تأسف درقاوي لاستيراد بعض الأدوية التي تنتج محليا علما أن العديد من هذه الأدوية ليست أساسية.