إن عمل الصحافة سواء كانت المكتوبة أو السمعية البصرية فهو ليس بالهيّن كما يعتقد البعض، بدءا من جلب المعلومة التي تستقى من مختلف المصادر إلى غاية نقلها للقارئ، ضف إلى ضرورة استعمال الأسلوب الإعلامي الملائم واحترام تقنيات العمل الصحفي، وتعتبر الصحافة المكتوبة إحدى الوسائل الإعلامية التي تهدف لإيصال الأخبار بكل موضوعية للقراء منا هي مرآة عاكسة للواقع، وحلقة وصل بين القارئ ومحيطه. ومن خلال التجربة المتواضعة في عالم الصحافة المكتوبة تناولنا عدة مواضيع ومشاكل لمختلف شرائح المجتمع وارتأينا نقل معاناتهم من خلال العديد من الروبرتاجات علها تلقى آذانا صاغية من طرف السلطات المعنية، التي هي الأخرى تعد في كل مناسبة بإيجاد الحل وأخذ كل المطالب بعين الاعتبار، لكن الواقع يبرز عكس ذلك فرغم المشاريع المسطرة من طرف السلطات الوصية، ورغم الميزانية السنوية الموجهة لقطاع التنمية المحلية، غير أن النقائص تبقى مسجلة على جميع الأصعدة سواء في قطاع التهيئة العمرانية، أو المشاريع السكنية أو المؤسسات التربوية.إذ لا يمكن التطرق لبلدية من العاصمة دون أن تسجل شكاوي سكانها، واحتجاجات عن الوضعية المزرية التي يعيشونها. رغم انقضاء عام 2009 العديد من المشاريع غير مكتملة كل بلدية في بداية السنة تسطّر مشاريع في مختلف القطاعات، وعند توجهنا لرؤساء البلدية يقومون بإعطائنا قائمة هذه المشاريع التي تعود بالقائدة على مواطنيها لكن أغلبيتها تعرف التوقف وعدم استكمالها لأسباب سواء كانت متعلقة بنقص العقار، أو مشاكل مع المقاولين ونذكر على سبيل المثال بلدية الرويبة التي سطرت خلال الرزنامة السنوية مشروع التهيئة المتعلقة بالحديقة العمومية هذا الأخير لم يتم إلى غاية اليوم، وحسب المصادر المحلية من البلدية فإن السبب يعود لعراقيل حدثت مع المقاول الذي كان بصده إنجاز هذا المشروع، ناهيك عن استكمال العديد من المشاريع كأشغال التهيئة على مستوى العديد من الأحياء كحي "بن شوبان" حي "مراشة" ونفس الشيء بالنسبة لربطها بالغاز الطبيعي، إذ لغاية اليوم لم يتم ربط العديد من الأحياء بهذه المادة رغم الوعود، وقد تناولنا سابقا مشاكل هؤلاء السكان وقمنا بنشر مطالبهم على كل صفحات الجريدة. كما تطرقنا في العديد من المرات لمشاكل السكنات الهشة والبيوت القصديرية التي أصبحت تتزايد وتنمو يوما بعد يوم كالفطائر في مختلف بلديات الوطن، ورغم أن السلطات العليا برمجت مشاريع سكنية ضخمة إلا أنه لا تزال العديد من العائلات تتجرع المعاناة والفقر ولا تجد سقفا يأويها، فأين نصيب سكان البيوت القصديرية من هذه المشاريع السكنية، إذ ارتفع في السنوات لأخيرة عدد البيوت القصديرية لرقم خيالي لا يمكن وصفه وأصبحت هذه السكنات ديكورا يميز كل بلديات الوطن، أما عن المعاناة التي يعيشها القاطنون فحدث ولا حرج في ظل غياب أدنى شروط الحياة الكريمة ولا تصلح للجنس البشري ناهيك عن الأمراض والأوبئة المنتشرة بالمكان وشتى أنواع الانحرافات كالمخدرات والسرقة، ضف إلى انتشار كل مظاهر الفسق كبيوت الدعارة، فمعظم سكان البيوت القصديرية يتجرعون نفس مظاهر البؤس والحرمان أمام مرأى السلطات المحلية، وبطبيعة الحال تؤدي هذه الظروف إلى خلق نشأ وجيل متعصب ومنحرف إذ معظم أطفال القاطنين بهذه البيوت نجدهم متعصبين ولا يلتحقون بمقاعد الدراسة رغم صغر سنهم وعند اقترابنا منهم لا حظنا المعاناة التي ترسم على وجوههم، إذ يلجأ أغلبيتهم لامتهان مهن السرقة والاعتداءات وبيع الهواتف النقالة المسروقة، فيما يلجأ البعض الآخر لعمليات الانتحار كحل نهائي للتخلص من حياة البؤس، أما عن الوعد بالترحيل فهي مجرد حلم صعب التحقيق بالنسبة لهذه الفئة، إذ تعمد السلطات المعنية على تقديم الوعود لكن لم تطبق على أرضية الواقع إلى غاية اليوم. وفي انتظار التفاتة المسؤولين لهذه الفئة تبقى العائلات تتجرع كل مظاهر الحرمان والمعاناة.وفي الأخير تبقى آمال المواطنين معلقة إلى غاية تجسيد المخطط الخماسي المقبللعام 2010 بما أن المخطط السابق لم يعرف تجسيد المشاريع التنموية والسكنية التي كان يأمل بها المواطن الجزائري.