كشفت الطبيبة المساعدة بمستشفى القطار، فاطمة الزهراء زميت، عن إحصاء 80 حالة مصابة بالإيدز و 171 حالة حاملة للفيروس منذ بداية السنة الى شهر أكتوبر المنصرم، و أكدت أن معظم هذه الحالات هي من فئة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة حسب ما أعلنت عنه إحصائيات معهد باستور. و أكدت فاطمة الزهراء، أمس، في الندوة الصحفية التي نظمتها جريدة المجاهد بمناسبة اليوم العالمي لمرض "الإيدز"، أن عدد الأشخاص المرضى بداء فقدان المناعة المكتسبة "الإيدز" بالجزائر بلغ 80 شخص في هذه السنة إضافة إلى 171 شخص حامل للفيروس 75 بالمائة منها أقل من 30 سنة، و قالت المختصة في هذا الصدد " لقد سجلنا العديد من الحالات في أوساط الشباب و خصوصا الأطفال و عرفت هذه السنة إحصاء عدد كبير من الأطفال المصابين بالمرض، حيث توفي طفلان في شهر أكتوبر، الطفل الأول يبلغ من العمر 3 سنوات و طفل آخر سنتين"، و أوضحت أن التشخيص المبكر و المنتظم و التلقائي للمرض يسمح للمريض باكتشاف الفيروس عند بدايته و معالجته كأي مرض مزمن، و بذلك يستطيع الشخص العيش لمدة طويلة به و يمارس نشاطاته اليومية عاديا، مشيرة إلى ضرورة مداومة الأشخاص للفحوصات التي تعتبر مجانية في كل المراكز و المستشفيات بالجزائر، باعتبار كل الأشخاص معرضين للإصابة بهذا الفيروس الخطير لأن الإحصائيات المقدمة لا تعكس الواقع الحقيقي لانتشار المرض وآلاف الأشخاص مصابين بالمرض دون علمهم. و فيما يخص أكثر الحالات انتشارا، أكدت فاطمة زميت أن أكثر حالات العدوة المسجلة هي العدوة عن طريق الممارسات الجنسية بالدرجة الأولى و تليها العدوة عن طريق نقل الدم أو من الأم للجنين، إضافة إلى انتشارها الكبير في أوساط المدمنين و ذلك من خلال استعمالهم لنفس الحقن، مشيرة إلى ضرورة قيام المرأة بالفحوصات قبل الحمل و في كل مراحله و ذلك بغية تقليص عدد الحالات لتصل إلى صفر بالمائة في آفاق 2015. و من جانبه حث رئيس جمعية تضامن إيدز، بوفنيسة أحسن، على ضرورة اخذ كل الاحتياطات اللازمة للحد من انتشار هذا المرض و التقليص من عدد الحالات التي تسجل كل سنة، مشيرا إلى أن الإحصائيات الموجودة لا تعكس الواقع، مشيرا إلى دور الحركة الجمعوية في الإدماج المهني للأشخاص المصابين، ومساعدتهم على تسيير وضعهم الصحي بعد خضوعهم للعلاج، و دعا المجتمع المدني و الشباب خصوصا و وزارة الصحة إلى مراجعة الأعمال التي تقوم بها جمعيات ا، وإنتقد رئيس الجمعية في السياق ذاته ما يسمونها "بعض الذهنيات البالية والطابوهات" التي لا زالت تقف بحسبهم أمام التصريح بالمرض، وتقوم بإقصاء المصاب اجتماعيا ما يزيد "الطين بلة" بحكم انعكاسات ذلك على نفسيات المرضى. وتأسف المختصون لحالات عشرات المصابين بفيروس فقدان المناعة المكتسبة ممن يتقدمون الى العلاج في معظم الأحيان في حالة متطورة جدا للداء، ما يصعّب التكفل بهم بشكل جيد لكون حالتهم تستدعي تكفلا نفسانيا واجتماعيا أكثر من العلاج الطبي، فيما ترتفع أصوات خبراء يدعون إلى تكوين أطباء نفسانيين بوسعهم التكفل بمرضى الفيروسات الخطيرة وفي مقدمتها الإيدز، و أكدوا على ضرورة إجبار الأزواج الجدد على إجراء تحاليل للكشف عن الأمراض المتنقلة قبل الزفاف، وهو خطوة "ايجابية" بمنظار الأطباء لكونها تحمي المجتمع من انتشار الايدز، وتفادي انتقال الفيروس من المرأة الحامل إلى الجنين، وتشير بيانات رسمية إلى نجاح السلطات في حماية كثير من الأطفال حديثي الولادة من الإصابة رغم كون أمهاتهم حاملات للفيروس، و يؤكد المختصون عبر العالم أنّ داء الإيدز لا يزال فتّاكا بالرغم من كل الإجراءات الوقائية المتخذة ليس في الجزائر بل عبر العالم، حيث يصيب سنويا أزيد من ثلاثة ملايين شخص، ويقضي على 35 مليون شخصا آخر. بشرى.ساجي