اعتبر المخرج المسرحي الصحراوي "محمد غالي" أن الثقافة بالصحراء الغربية تعد جزءا مهما من الكفاح لحل القضية الصحراوية، فبالرغم من قساوة الطبيعة، و المعاناة اليومية و محاولات مسح الهوية الصحرواية و سياسة التجهيل التي يمارسها الغزو المغربي، غير أن المثقف الصحراوي مؤمن بفكرة التحدي من أجل خدمة القضية، من خلال محاولات الكتابة عنها باعتبارها الشغل الشاغل لكل مواطن و مثقف صحرواي. و رغم أن الشعب الصحرواي –يقول محمد غالي- في تصريح "للجزائر الجديدة" ، مقسم بين من هو مقيم في المخيمات و الذي يتمتع بنوع من الحرية و توفرهم على بعض الفضاءات التي سمحت لهم بالنشاط في بعض المجالات الثقافية، وبين من هو تحت وطأة الاحتلال و ما يعانيه من شتى أنواع التعذيب و السجن، و التضييق على فئة المثقفين، إلا أن هؤلاء ينشطون بكتاباتهم من أجل تفعيل الحركة الثقافية في المدن المحتلة، و نقل معاناة الشعب الصحرواي عبر مسيرته و معاناته المتواصلة في ظل تواصل قيود الاحتلال و تماطل الأممالمتحدة و المجتمع الدولي في إيجاد حل نهائي لقضية الصحراء الغربية التي نأمل في توصيل صوتها إلى العالم بكل المساعي، و لهذا ظهرت بادرة أدب السجون في المغرب، و قد صدرت الكثير من الإصدارات التي كتبها مجموعة من المعتقلين داخل السجون، على غرار بعض الأعمال المسرحية التي تصب رسائلها في ذات الهدف، مشيرا في سياق كلامه إلى آخر عمل مسرحي أخرجه و تم عرضه مؤخرا في إطار فعاليات الطبعة الرابعة لمهرجان المسرح المحترف ببجاية، التي تناولت ما تعيشه العائلات الصحراوية المقسمة والمعزولة عن بعضها البعض والتي يخالجها شعور مرير إثر ما تعيشه من آلام الشتات والبعد عن الوطن، وما يسببه برنامج تبادل الزيارات الأممي من آلام بمنعه للعديد منها الاستفادة من رؤية الأهل والأقارب ، و هي الأحداث التي عنها محدثنا أنها مأخوذة من قصة واقعيةلعائلة منعت خلال زيارة لوفد عن الأممالمتحدة من التنقل إلى الأراضي المحتلة بحجة أن أحد أفرادها و هي أمينة متزوجة من جزائري، أين تجد العائلة نفسها في حيرة من أمرها حول السفر مجتمعة أم التخلي عن عدد من أفرادها، و أضاف مؤلف و مخرج هذا العمل أن العائلات الصحراوية تحرم من الزيارات لعدة أسباب منها ما جاء في المسرحية، و هو أن أحد أفراد العائلة من أصل جزائري، أو بسبب انتماء العائلة لجبهة البوليزاريو، و تارة بسبب أفكار و أراء البعض منهم. مليكة.ب