دعا المشاركون في ملتقى احتضنه دار الثقافة "علي سوايعي" بخنشلة، إلى تدوين وتسجيل الأغنية الثورية الوطنية التي تغنت بأمجاد وتاريخ الشعب الجزائري، وخصوصا خلال ثورة التحرير. وأوضح الدكتور العربي دحو من جامعة باتنة في مداخلة له في أشغال اليوم الثاني من الملتقى الوطني حول "مساهمة الأغنية الأوراسية في الأغنية الثورة" في دورته الأولى، أن الأغنية الثورية تراث شعبي غنائي "يشكل في حد ذاته موروثا تاريخيا وثقافيا أصيلا"، مضيفا أن "الأغنية الأوراسية الثورية لعبت كغيرها من الأغاني الثورية في مختلف جهات البلاد، دورا هاما في شحذ الهمم والنفوس وتعميق الوعي السياسي في الوسط الشعبي من خلال تبنيها لقضية الوطنية العادلة وتلاحمها مع بطولات جيش التحرير الوطني منذ اندلاع ثورة التحرير". واستعرض المحاضر العديد من المقاطع الغنائية التي تعتبر "مقومات أساسية للفن الغنائي الشعبي الذي يحتاج إلى بحث ودراسات أكاديمية خاصة من طرف الجامعيين المهتمين بالأدب والتراث الشعبي الغنائي اللامادي". ومن جهته، اعتبر الأستاذ حسين رحوي من جامعة تلمسان في مداخلته بعنوان "الأغنية الثورية"، أن هذه الأخيرة "انتشرت بشكل واسع في ربوع الوطن واستحوذت على عقول ونفوس الجزائريين" مقدما عديد الأمثلة لهذه الأغنية التي "تمثل سوسيو- تاريخ في الزمان والمكان". أما الأستاذ أحمد زغب من جامعة الوادي، فأوضح في محاضرته "الأغنية الفلكلورية في الشرق الجزائري" أن الأغنية "الفلكلورية" تنوعت بتنوع عادات وتقاليد هذه المنطقة من الوطن، بينما رأى الباحث الوردي غنيمي من جامعة "عباس لغرور" بخنشلة، أن الأغنية الثورية متجذرة ومتأصلة في نفوس الجزائريين، مرجعا ذلك إلى "المقاومة الشديدة التي أبدا الشعب الجزائري تجاه كل المقاومات وأشكال الغزو التي تعرضت لها الجزائر". ودعا هنا إلى ضرورة نقل هذا الموروث من جيل إلى آخر والحفاظ على هذا الإرث التاريخي والتراثي من ناحية أخرى، سيتوج هذا اللقاء الثقافي بتوصيات من شأنها إبراز مكانة هذه الأغنية الثورية في إثراء الأغنية الوطنية على العموم. وشارك في التظاهرة أساتذة من عدة جامعات منها جامعات ورقلةوالوادي وتيبازة وتلمسان وسكيكدة وجيجل. وينظم بهذه المناسبة حفلات فنية في الغناء التراثي التقليدي وقصائد في الشعر الملحون ومعرض للكتاب. صباح شنيب