انقضى أسبوع من السباق الدرامي لرمضان 2025، تابع خلاله الجزائريون أهم الأعمال التلفزيونية وشاهد أبرزها من مسلسلات، على اختلاف المواضيع المطروحة لهذا العام، وربما سيطفو السؤال عينه مع كلّ رمضان، هل هذه المشاهدات نابعة من حسابات وهمية أم حسابات حقيقية؟ لا يستطيع الإجابة عن هذا السؤال إلاّ المختص، القادر على معرفة الحسابات الإلكترونية، لكن إلى ذلك يمكن الحديث عما سجّلته منصة اليوتوب، بعد أسبوع من العرض. أخذ مسلسل "بنات المحروسة" للمخرج أسامة قبي، الذي يعرض على قناة "الشروق"، الريادة وحقّق ما يتعدى 4,1 مليون مشاهدة في أولى الحلقات، هذا العمل الذي يروي صراع كبار موزّعي المهلوسات في منطقة تسمى "المحروسة"، في خضم هذه المواجهة، تتجلى قصص اجتماعية متنوّعة من الواقع. في الرتبة الثانية، حقّق مسلسل "أحوال الناس، سيد الرجال" الذي يعرض على قناة "الحياة"، المفاجأة بتحقيقه 3,1 مليون مشاهدة في أوّل حلقاته، رغم الجدال الكبير الذي سبقه، حول المنتج المعروف باسم "رضا سيتي 16"، إذ أعرب الكثير من المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن عدم تقبّله كممثل في الأعمال التي ينتجها. في مغامرة جديدة للمخرج وليد بوشباح وفريقه، سجّل مسلسل "رباعة" رقما مقبولا في عدد المشاهدات، لكنه لا يقارن مع مسلسل "البطحة" الكوميدي، ب2,3 مليون للحلقة الأولى، هذا العمل الذي يشارك في بطولته النجمان نبيل عسلي ونسيم حدوش، بالإضافة إل الممثلة السينمائية عديلة بن ديمراد، يروي قصة انتقام ضمن فصول من التشويق والكوميديا. "الأرض" المسلسل الذي أعاد الممثل القدير سيد أحمد أقومي إلى الشاشة الصغيرة، يجمع بين التشويق والدراما، من بطولة حسان كشاش، نوميديا لزول، وفايزة تيقورتي، وهو الثلاثي نفسه الذي كان وراء نجاح مسلسل "دموع لولية" العام الماضي، مع المخرج نفسه نجيب أولبصير، فقد حقّق 2 مليون مشاهدة، منذ بث الحلقة الأولى منه، إلى غاية السبت الأخير. ويقترح المخرج كريم موساوي صاحب الرؤية السينمائية في أعماله، مسلسلا جديدا بعد مسلسل "عين الجنة"، عنوانه "اللي فات مات"، يعود به إلى أحداث 5 أكتوبر 1988، وإلى الحراك الشعبي في 2019، ضمن سياقات درامية مختلفة، في قصص اجتماعية عديدة، والعمل من بطولة سليمان بن عيسى، علي ناموس ومصطفى لعريبي وسامية مزيان، وسجّلت الحلقة الأولى منه أكثر من 1,6 مليون مشاهدة، والعمل يبث على قناة "وان تي في". 1,6 مليون مشاهدة كذلك هو الرقم الذي حقّقه مسلسل "التابعة" للمخرج أنور الفقيه، ويُعرض على قناة "النهار"، وهو من بطولة لعمري كعوان وجميلة عراس، يروي قصصا نابعة من عالم الدجل والشعوذة. أما "طيموشة" التي تعود في موسم ثالث التي تبث على قناة "سميرة" و"الحصلة" التي تعرض على التلفزيون العمومي، فقد حقّقا الرقم نفسه، بتسجيل 1,8 مليون مشاهدة، وهو مؤشّر ربما لتغيّر ذوق المشاهد الجزائري، الذي أضحى مهتما بالمسلسلات الدرامية أكثر من الكوميديا. وعرفت أعمال أخرى، لاسيما في الكوميديا متابعة من لدن الجمهور الجزائري، ليست بتلك الشدة المذكورة آنفا، على غرار "أب أعزب" الذي أعاد سمير عبدون إلى الشاشة، وسلسلة "صفية" من بطولة ياسمين عبد المومن وكمال عبدات، التي ينتظر أن تحقّق أرقاما أفضل، كون فكرتها ومضمونها جديدان، ويتّسم هذا العمل بكمية من الفكاهة المطلوبة. وهناك أعمال أخرى لم تحقق الترند المرجو، قد يكون السبب لغياب استراتيجية ترويجية إعلامية واضحة، مبنية على أسس عصرية، ذلك أنّ العديد من القنوات تستعمل فيديوهات الريلز لاستقطاب مشاهدين أكثر، مثلما هو معمول به في دول شقيقة، وحتى المخرج والمنتج ينشران هذه الفيديوهات على حساباتهما، هذه الفيديوهات عبارة عن مقاطع من العمل محفز على البحث عنه. والأحسن أن يتشارك الجميع في نشر هذه الريلز، حتى أبطال هذه المسلسلات، لما لهم من عدد واسع من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي.