لم تبدي الجبهة الوطنية الجزائرية وهي العضو الفاعل في مجموعة الأحزاب ال 18 أي تجاوب مع الإجماع الذي بدا صوريا خلال اللقاءات الدورية الفارطة التي دأب على تنظيمها هذا التكتل السياسي المعارض، وفق النقاش الدائر حول الرئاسيات المقبلة، إضافة إلى معطيات الساحة السياسية حاليا. ولمح عضو فاعل في المجلس الوطني للحزب عشية إفتتاح الدورة العادية للمجلس الوطني أمس الجمعة، والتي تتواصل على مدار يومين بتيبازة، إلا أن "الآفانا" غير ملتزمة باللوائح التي تتبناها مجموعة ال 18 خاصة في قضية الدخول بمرشح موحد للرئاسيات المقبلة، وأضاف ذات المتحدث ان الحزب طالما قدم مرشحه في الإستحقاقات الفارطة وفق تصوراته ونظرته السياسية التي لا يمكن ان تتجاوز المبادئ التي إرتكز عليها الحزب منذ تأسيسه، موضحا أن المرشح يجب ان يكون ذو صلة بخيارات الحزب وكذا توجهاته عبر برنامج أو مشروع مجتمع قادر على بناء دولة قوامها العدل والمساواة،وهو تلميح لإعادة الدفع برئيس الحزب موسى تواتي للسباق الرئاسي القادم وبإجماع من المجلس الوطني. وكان رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، قد فتح النار على مواقف عدد من أحزاب المعارضة خاصة التي تخندقت ضمن مجموعة ال 18 وخص بالذكر حركة مجتمع السلم التي قال إنها كانت إلى وقت قريب ضمن أحزاب الموالاة، حيث اعترف بأن أحزاب المعارضة في الجزائر فقدت المصداقية لدى المواطنين نتيجة مثل هذه الممارسات التي وصفها بغير المقبولة في الممارسة السياسية، مضيفا أن المعارضة الحالية لم تصل بعد إلى بناء منظومة وأهداف محدّدة تخدم المواطن وتنسلخ بذلك من الوصاية بما فيها الوصاية الأجنبية. واكد أن الحزب سيقدم مرشحه الذي يؤمن بمبادئه دون اللجوء الى التقارب مع أحزاب اخرى. وسبق للحزب ان عاش خلال الفترة الأخيرة تصدعا خطيرا وغير مسبوق منذ تأسيسه،بعدما شكلت التشريعيات وقودا لحركة الاحتجاج التي عاشتها الجبهة الوطنية الجزائرية وواجه موسى تواتي، محاولة تجريده من حزبه من قبل خصومه الذين عمدوا إلى منعه من عقد مؤتمره في جوان الماضي، بالموازاة مع حملة إعلامية ومتابعات قضائية، مستغلين فرضه لشروط مالية للراغبين في الترشح. وأدى تراجع حصيلة الحزب في التشريعيات إلى ثورة مرشحي الحزب الذين طالبوا باسترجاع أموالهم،وتمكن موسى تواتي المعروف بدهائه السياسي من الخروج سالما من هذه الحركة التصحيحية عندما نال تزكية المؤتمر الثالث لعهدة جديدة، وقلص وقتها عدد أعضاء المجلس الوطني من 207 إلى 107 عضو وتم إقصاء ما سماهم الدخلاء الذين حاولوا زعزعة استقراره وشراء الذمم حسب تواتي مبررا تراجع ترتيب الأفانا في الساحة السياسية كقوة ثالثة إلى قوة سادسة، مرده المضايقات الدعائية، نافيا أي انشقاقات داخل الحزب أو مغادرة كوادره نحو أحزاب أخرى. وقد توج المؤتمر الثالث للجبهة الوطنية الجزائرية بإحداث 4 مجالس جهوية وإلغاء المكاتب البلدية واستبدالها بخلايا ومكاتب دائرية. ويعتبر موسى تواتي البالغ من العمر 60 عاما وإبن شهيد يحوز شهادة الباكالوريا والتحق تواتي بعد إنهاء دراسته الثانوية بالجيش الوطني وتلقى تكوينا خاصا في كل من سوريا وليبيا, ثم عمل في سلك الجمارك ثم الأمن العسكري،وهو أحد مؤسسي المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء في الثمانينيات من القرن الماضي قبل أن يؤسس التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء عام 1991.وفي سبتمبر 1999 أعلن رسميا عن ولادة حزب الجبهة الوطنية الجزائرية، وتولى رئاسة هذه التشكيلة لحد الساعة وخلال انتخابات 2007 التشريعية احتل حزب الجبهة الوطنية المرتبة الثالثة عبر حصوله على 27 مقعدا بالبرلمان الجزائري.وفي 19 فبراير 2009 قدم تواتي رسميا ترشحه لرئاسيات التاسع من أفريل 2009 التي حل فيها ثالثا من ستة مرشحين بحصوله على 2.31 % من أصوات الناخبين.