تنتظر عشرات العائلات القاطنة بمحتشد سيدي يوسف المتواجد ببلدية الدرارية الذي أنجز خلال الفترة الاستعمارية، تحقيق وعود المسؤولين المحليين التي قدموها خلال مواعيد فارطة، وترحيلهم إلى سكنات لائقة مع وضع حد لمعاناتهم التي حوّلت حياتهم إلى جحيم، خاصة أن وضعيتهم تفتقر إلى أدنى شروط ومقومات الحياة الكريمة. التجمع السكاني المشار إليه تتضح من خلاله أزمة المعنيين بكل تفاصيلها المأسوية خاصة مظهره الخارجي اليائس، هذه الصورة هي الواقع الحقيقي الذي يتخبط فيه عشرات العائلات القاطنة بالحي يتحملون من خلاله المعاناة التي استمرت إلى غاية الجيل الجديد، والذين لم يعد بإمكانهم تحمل المزيد من المعاناة، خاصة ما يتعلق بسكناتهم التي تفتقد لأدنى مقومات الحياة، فحسب هؤلاء فإن هذه الأكواخ والمتكونة من غرفتين على الأكثر التي لا تتعدى المترين أصبحت غير كافية بالنظر إلى عدد أفراد العائلات التي غالبا يتجاوز تعدادها 7 أفراد، هذا إلى جانب تسجيل تصدعات على مستوى الجدران والأسقف وهي توشك على الانهيار، حسب هؤلاء الذين أكدوا في سياق حديثهم ل "الجزائرالجديدة" أن الظروف القاسية التي يعيشونها سببها الأول تماطل وصمت الجهات المعنية لوضعيتهم التي تزداد تدهورا يوما بعد يوم. هذا وما زاد من استياء السكان وتذمرهم هو ما قامت به السلطات مؤخرا بقطع تموينهم بالمياه الصالحة للشرب، بحجة التهيئة والصيانة على مستوى الشبكات الخاصة بهذا الأخير، لكن مرّ أكثر من شهر ولم تنطلق الأشغال بعد، الأمر الذي حتّم عليهم الالتحاق بالأماكن العمومية لجلب احتياجاتهم من الماء، وما أثار مخاوفهم أن تستمر هذه الأوضاع، ونحن على مشارف فصل الصيف، هذا إلى جانب ما يشهده هذا التجمع الذي يعرف وضعية جد متردية خاصة ما يتعلق بالأوحال والبرك المائية، إلى جانب افتقارهم لمختلف المرافق الضرورية على غرار الغاز الذي لا يزالوا يستعينون بقارورات غاز البوتان وبهذا الصدد جدّد هؤلاء مطلبهم بضرورة ترحيلهم إلى سكنات لائقة، وريتما يتم ذلك فهم يطالبون تزويدهم بأبسط الضروريات.