لا تزال 130 عائلة تقيم بمحتشد حي البرج بحمام ملوان تعاني مرارة العيش رغم مرور أكثر من 50 سنة على إقامتها داخل ذلك المحتشد والذي كان يستخدمه المستعمر الفرنسي في جمع الجزائريين أيام الثورة بداخله من أجل فرض الإقامة الجبرية عليهم. وحسب بعض العائلات التي تقطن بالمحتشد والتي تحاورت معها البلاد فإن تلك الغرف تفتقر إلى أدنى شروط الحياة بحيث لا تختلف كثيرا عن الاسطبلات، بما أن بنايات ذلك المحتشد ضيقة جدا وتفتقر إلى مراحيض فردية، حيث تتقاسم عدة عائلات مرحاض واحد تتداول عليه، بالإضافة إلى انسداد قنوات الصرف الصحي مما يجعل العائلات المقيمة بالمحتشد عرضة للأمراض المختلفة، بالإضافة إلى انتشار البرودة القارصة داخل بناية المحتشد بسبب تشكل جدرانه من الاسمنت المضر بالصحة والذي لا يطابق مواصفات البناء.وتتخوف العائلات المقيمة بذلك المحتشد عن سقوط جدرانه بسبب كثرة التشققات الموجودة بالأسقف وكذا اهتراء الأعمدة، خاصة وأن المحتشد لا يبعد سوى 2 كلم عن موقع المحجرة التابعة لحمام ملوان والذي يكثر استخدام القنابل بها من أجل تفجير الصخور التي تحول إلى مواد البناء، بحيث تتسبب تلك التفجيرات في زعزعة بنايات المحتشد مما يجعل سقوطها متوقعا• وفي نفس الإطار أبدى بعض سكان المحتشد تذمرهم من إجحاف السلطات الولائية في حقهم وعدم ترحيلهم إلى سكنات لائقة، بحيث لا تزال أغلب تلك العائلات تعيش على ذات نمط العيش في وقت الاستعمار.ونفس الوضع تعرفه 134 عائلة أخرى تقيم بمحتشدات أخرى موزعة عبر أرجاء بلدية حمام ملوان وهو المظهر الذي ينعكس سلبا على واقع المدينة، خاصة على مستوى السياحة، حيث أن مدينة حمام ملوان تعد قطبا سياحيا هاما بولاية البليدة لما تضمه المنطقة من مناظر خلابة عبر شريطها الجبلي وكذا عذوبة المياه التي تجري عبر الواد المحيط بها إلى جانب وجود الحمام المعدني والذي يستقطب آلاف الزوار في فصل الصيف.وينتظر سكان المحتشدات ببلدية حمام ملوان التفاتة السلطات من أجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة وتجنيبهم معاناة الإقامة داخل المحتشدات