ميزانية إنتاجه فاقت 45 مليون دينار أكدت الفنانة بهية راشدي أن فيلم "الأندلسي"، للمخرج محمد شويخ والذي شارك في تقديم بطولته كل من الممثلة مليكة بلباي، ومحمد بن بريكي، بالإضافة إلى فريال حبيب، سيكون في قاعات السينما بداية من مارس المقبل. وكشفت يمينة شويخ منتجة فيلم "الأندلسي" للمخرج محمد الشويخ الذي ستتحتضن عرضه الشرفي قاعة الموقار أمسية الخميس المقبل، أن ميزانيته فاقت 45 مليون دينار وهي الميزانية التي استفادت منها من الدولة، منها مليار عن تقديم النص للجنة القراءة، ومليار في عاصمة الثقافة العربية، أما المتبقي فكان بمناسبة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. وأضافت أمينة شويخ خلال الندوة التي نشطتها أمس بقاعة الأطلس رفقة المخرج محمد شويخ والطاقم الفني للعمل السينمائي، أن تلك الميزانية لم تكفي لإنتاج مثل هذا العمل التاريخي الضخم ،الذي استغرق أكثر من تسع سنوات لإتمامه، وعرف مساهمة كل من المنتجين التونسي والإسباني اللذين هما شريكان في إنتاج هذا العمل الذي تطلب التصوير في كل من اسبانياوتونس إلى جانب الجزائر، لأن موضوعه يحتم ذلك. أما بخصوص الفيلم قالت ذات المتحدثة انه جاء بعد دراسات معمقة قام بها سيناريست الفيلم محمد شويخ، حيث كان بصدد البحث عن شخصية "علي بن مخلوف" وهو أحد الشخصيات التي كانت معروفة في تلك المرحلة، لكن نتائج البحث غيرت فكرة محمد الشويخ ووجهة نظره إلى تلك المرحلة التي كانت سائدة و التي تعد مهمة في تاريخ الجزائر لكنها غير معروفة ولم تتناول من قبل لا تلفزيونيا ولا سينمائيا، الأمر الذي جعله يغير مشروعه لينتقل إلى مرحلة سقوط غرناطة والتغيرات التي خلفتها وتأثيرها على الجزائر، ليصبح مشروع شويخ "الأندلسي"، وأجل مشروعه "علي بن مخلوف" الذي سيكون عمله القادم لكن في شكل مسلسل في تلفزيوني من ست حلقات أو سبعة، مشيرة إلى أن محمد شويخ قام بأبحاث أخرى و جمع تقريبا كل ما كتب عنها ليأخذ طبعا الأشياء المشتركة والمهمة والقريبة لصحة، وقدمها في هذا السيناريو الذي فعلا يتطلب إلى أن يقدم في شكل مسلسل لأن المادة التي جمعها لا تكفي لاختزالها في مدة ساعتين وربع وهو عمر الفيلم. أما عن إمكانية توزيع الفيلم خارج الجزائر ومشاركته في مهرجانات عربية أو دولية فقالت المتحدثة أن المخرج قرر في هذا العمل أن يعطي حق الجزائر في البداية، وبعدها سيقدمه لمهرجانات عربية، أما عن مهرجان "كان" فقالت أن هذه الفكرة بعيدة عن شويخ على اعتبار أن موضوعه لا يهم الدول الغربية. أما عن الديكور وأماكن التصوير فقالت أن المخرج فكر في كل هذا وعمل علي تصميم أزياء الممثلين وهي معظمها أزياء مأخوذة من التراث المغاربي، أما الأماكن فهي الأخرى جاءت بعد دراسات لها حيث بحث المخرج عن الأماكن التي تساعد في تجسيد رؤيته وتوحي بتلك الفترة على غرار قصر خداوج العمياء، قصر رياس البحر، وفي تونس، أما إسبانيا فقالت أمينة شويخ انه لم يصور بها لأن المخرج استطاعت أن يوفر الأجواء من خلال الديكور و الأزياء. من جانبه قال شويخ أنه تلقى صعوبات كبيرة لإنتاج هذا العمل، بداية من كتابة السيناريو، لأنه جمع أحداث كبيرة حصلت في تلك الفترة، و أنه وجد أيضا شخصيات كثيرة، صعب عليه كيف يختزلها في سيناريو لفيلم سينمائي، لهذا يقول المتحدث أنه اختار أهم الشخصيات التي كانت موجودة، لهذا يقول المتحدث أنه سيتبع هذا الفيلم بمسلسل يكمل فيه الأحداث التي جسدها في "الأندلسي"، كما أضاف أن صعوبة تقديم العمل جاءت أيضا باللغة العربية الذي ليس معتاداعلى الكتابة بها. من جهتهم أكد الممثلون على غرار بهية راشدي، وحسان كشاش وطارق عبد الحفيط ورضا الأغواطي الذين حضروا الندوة أن هذا العمل هو من أهم الأعمال التي قدموها في مشوارهم الفني، باعتبار أنه عمل تاريخي تطلب منهم تقديم شخصيات غير معروفة لديهم و بعيدة عن الأدوار المعتدة، فهم بدورهم عملوا بحوث لتعرف على مميزات الشخصيات التي سيجسدونها من جهة، ولأنه أيضا عرف مشاركة نخبة كبيرة من الفنانين، جزائريين، تونسيين وإسبانيين، أعطى فرصة لتواصل وتعرف بعضهم البعض عن قرب. للإشارة، فيلم "الأندلسي" حاول من خلاله محمد شويخ استنطاق الواقع وإيجاد حلول لصراعات التي يعيشها المجتمع الجزائري في الوقت الراهن يحكي قصة عائلات غرناطية مسلمة ويهودية هاجرت من الفردوس الأندلسي بعد سقوط المدينة ونزحت إلى الضفة الجنوبية للمتوسط، حيث استقر البعض منهم بمدينة مستغانم، كما يروي أيضا قصة تغريبة لسالم بن أبي حمزة الذي جسد دوره الممثل "محمد بن بريكي"، وهو نجل آخر قادة مملكة غرناطة الذي يرافق الملكة "عائشة" وابنها الأمير أبو عبدل في رحلة تيه طويلة بحثاً عن ملاذ آمن من بطش الصليبيين الإسبان، ويضم الموكب النازح من الفردوس الأندلسي شخصيات مسيحية كوالدة سالم بن أبي حمزة، ماريا رودرغاز "أمينة لوكيل"، وأخرى يهودية كخياط الملكة إسحاق وزوجته سارة وابنتهما ماري. وفي أخير يجد كل هؤلاء على اختلاف أعراقهم وديانتهم ملاذاً آمناً في ضيافة ملك المدينة عبدلي "حسان كشاش" بمستغانم، هذا ما يؤسس لتجربة تعيد إحياء تقاليد التعايش التي كانت سائدة في الأندلس. كما يجدر الإشارة إلي أن الفيلم سيكون في قاعة السينما بداية من 14 مارس، ليعرض في قاعة الموقار إلى غاية نهاية الشهر الجاري بأربعة حصص في اليوم، ثم تلمسانومستغانم باعتبارهم من المناطق التي شهدت التصوير، ثم لينتقل إلى بعض الولايات الأخرى.