أجمع باحثون وأكادمييون، على ضرورة المطالبة باستعادة أرشيف الصحافة الوطنية خلال الثورة المجيدة، من أجل تسهيل عمل الباحثين كونها تعتبر مرجع أساسي للوقائع التي حدثت إبان ثورة نوفمبر. و تحدث الباحثون، أول أمس، بفوروم جريدة النصر بقسنطينة، والذي عقد بمناسبة الذكرى الستين لاندلاع ثورة نوفمبر حول دور الصحافة والسينما في الثورة المضفرة، عن الدور الذي لعبته الصحافة الوطنية خلال حرب التحرير. وأوضح الباحث والأكاديمي، زهير إحدادن، أنه اختلف من حيث المبدأ والانتماء، فالصحف الحكومية والاستعمارية التي كان يشرف عليها صحافيين هم في نفس الوقت عسكريين كانت تعمل على تثبيت الاستعمار، وتثبيت فكرة أن الجزائر فرنسية في الوعي الجزائري أما الصحف الجزائرية فكانت موجهة للشعب وخدمة مصالحه واستعمال مبادئ الثورة الفرنسية للمطالبة بحقوقه مع إعطاء أمثلة للعديد من الصحف المحلية التي ظهرت في فترة ما قبل الثورة، معتبرا أن الفترة ما بين 1954 و 1956 عرفت فراع من ناحية الإعلام ما جعل قادة الثورة يقررون تأسيس أربعة صحف تكون ناطقة باسم الثوار تعتمد أسلوب الدعاية لمجابهة الدعاية الفرنسية وخدمة أهداف الثورة من بينها جريدة المقاومة التي ظهرت في نوفمبر 1956 إلى جانب جريدة المجاهد، مبرزا التحديات الكبيرة التي كانت تشهدها عمليات الطبع والتوزيع حيث اكتشفت السلطات الاستعمارية العدد السابع بعد طبعه وقامت بمصادرته و بقي محتواه مجهول إلى غاية اليوم وبعدها تم إصدارها في تونس وتطوان بالمغرب. من جهتها طرحت رئيسة مخبر الدراسات بجامعة قسنطينة الأستاذة قشي فاطمة الزهراء، إشكالية صعوبة الوصول إلى الأرشيف الوطني للصحافة أمام الباحثين ما يقوض من جهودهم، ففي هذا الشأن اعتبر مدير جريدة النصر العربي ونوغي، أن تعمد تضييع وتمزيق أرشيف جريدة "ديباش دو كونتستانتين" كمثال على تضيع الأرشيف الوطني يعتبر جريمة ما جعل استعادته وإعادة هيكلته أمر صعب جدا. أما المخرج الباحث السينمائي أحمد بجاوي، فقد أكد الدور الكبير الذي لعبته الصورة في تدويل القضية الوطنية من خلال مجموعة من الأفلام الثورية، وهو ما أكده المؤرخ والباحث الفرنسي بن جامين ستوران، الذي أكد أن الصورة تصل ولها تأثير أكثر من المعلومة المكتوبة وهو ما خدم القضية الوطنية .