كانت الصحافة الوطنية الجزائرية بمختلف تياراتها "تعددية و لعبت دورها كاملا منذ إنشائها و إلى غاية عشية اندلاع ثورة نوفمبر1954" حسب ما أكدته اليوم الخميس بقسنطينة الأستاذة الجامعية البروفيسور فاطمة الزهراء قشي. و ذكرت السيدة قشي التي تدخلت في افتتاح منتدى يومية النصر حول "الإعلام و ثورة التحرير" بالعناوين الصحفية الوطنية التي كانت متواجدة على الساحة موضحة أن بعد الحرب العالمية الثانية أنشأت الأحزاب السياسية جرائدها الخاصة الصادرة باللغة العربية منها "الجزائر الجديدة" للحزب الشيوعي الجزائري سابقا و "الوطن" للإتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري. و كانت لحزب الشعب الجزائري الذي صدر قرار بحظره في 1939 و أعيد إنشاؤه تحت اسم حركة انتصار الحريات جرائده غير الرسمية الصادرة باللغة العربية و هي "المنار" التي كان يسيرها محمود بوزو و "المغرب العربي" التي كانت مسيرة من طرف سعيد زهيري و" صوت الجزائر" التي كانت تدافع عشية الثورة عن مواقف مركزيي حركة انتصار الحريات الديمقراطية و "صوت الشعب" عن نزعة المصاليين من ذات الحزب حسب ما أضافته ذات الأستاذة الجامعية. و وصفت المحاضرة بعض المواقف الهامة للصحافة الوطنية على ساحة المغرب العربي و كذا العالم العربي منها إضراب طلبة جامع الزيتونة (تونس) في 1950 و وفاة منصف باي بتونس و اغتيال النقابي التونسي فرحات حشاد و الثورة المصرية قبل أن تقدم نظرة عامة عن مختلف الآراء التي دافعت عنها الصحافة حول القضايا ذات الصلة بالجزائر و بقضية الشعب الجزائري. و من المزمع أن يدوم هذا المنتدى الذي يساهم في تنشيطه عبد المجيد مرداسي بروفيسوربجامعة قسنطينة يومين حيث استضاف اليوم الخميس علاوة على السيدة قشي الصحفي و الباحث أرزقي حيمر الذي لخص للجمهور الحاضر بأعداد كبيرة بحثا طويلا أعده حول الصحافة الاستعمارية و كذا البروفيسور زهير إحدادن الذي أعطى لمحة عن المراحل الأساسية ليومية المجاهد من 1956 إلى 1962 . و من جهته تدخل الصحفي و الباحث أحمد أرزقي ليتطرق إلى الصحافة الاستعمارية التي أنشئت في 1930 بمبادرة من العسكريين الفرنسيين و هي الصحافة التي قال عنها بأنها كانت و ستظل دوما "سلاحا لاحتلال و تهجير الجزائريين". و اختتم البروفيسور زهير إحدادن مداخلات اليوم الأول من منتدى يومية النصر بالحديث عن جريدة المجاهد لجبهة التحرير الوطني و التي كان أحد المحررين بها. كما ذكر بأن جريدة "الجزائر حرة" لحزب الشعب الجزائري-حركة انتصار الحريات الديمقراطية كانت محظورة غداة اندلاع الثورة المسلحة و تحدث على وجه الخصوص عن المراحل التاريخية لهذه الجريدة التي كانت تدافع عن الثورة الجزائرية مع جريدة "المقاومة الجزائرية" التي كانت تصدر بفرنسا و بتطوان (المغرب) و كذا بتونس. و صدرت الأعداد السبعة الأولى لجريدة المجاهد بالجزائر العاصمة بين 1956 و 1957 ليتم طبعها و نشرها فيما بعد بتطوان ثم في منتصف سنة 1957 بتونس. و أكد البروفيسور إحدادن بأن جريدة المجاهد أدت مهمتها من خلال الدفاع عن قضية الشعب الجزائري عن طريق نقل العمليات الدبلوماسية لجبهة التحرير الوطني ثم الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية و من خلال إعلام الرأي العام بكفاح الشعب الجزائري و بالفظائع اللاإنسانية التي تعرض لها إلى غاية استرجاع الاستقلال الذي تم الحصول عليه بعد تضحيات جسيمة. و سيستضيف منتدى النصر المنظم بمناسبة إحياء الذكرى ال60 لاندلاع الثورة التحريرية يوم غد الجمعة المؤرخ بنجامين ستورا و الباحث السينمائي أحمد بجاوي و الباحثتين و الصحفيتين ماري جوال ريب و صفية كواسي.