تحضر المبادرة الشعبية لإسقاط مشروع الغاز الصخري لتنظيم مسيرة كبرى يشارك فيها كل المعنيين بإسقاط هذا المشروع الخميس المقبل حسبما كشف عنه الطاهر بلعباس، القيادي في المبادرة. وقال المتحدث في تصريح ل"الجزائر الجديدة" إن المعنيين بالمسيرة باشروا التحضير لها وسيعقد اجتماع خلال الساعات المقبلة لوضع آخر الروتوشات عليها. ومن جهة أخرى قال المتحدث إن عددا من المحتجين المنضوين تحت غطاء اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين تعرضوا لمساومات من أحزاب، تطالب المحتجين بالانسحاب من هذه المبادرة مقابل الحصول على وظيفة. وطالب المتحدث رئيس الجمهورية بالخروج عن صمته وإبداء رأيه بخصوص هذه القضية، قائلا "إن المحتجين لا يعرون تصريحات الخبراء ووزير الطاقة والوزير الأول عبد المالك سلال اهتماما". وفي وقت قررت المبادرة الشعبية لإسقاط الغاز الصخري مواصلة اعتصامها، قررت أحزاب سياسية النزول إلى مناطق الجنوب، رغم أن هذه المبادرات جاءت متأخرة، حسب الطاهر بلعباس. وفي هذا السياق، نظم أمس العشرات من شباب وسكان بلدية حاسي الدلاعة الواقعة 130 كلم جنوبالاغواط وقفة احتجاجية بساحة الشهداء بوسط المدينة، ثم انطلقوا في مسيرة باتجاه مقر الدائرة حاسي الرمل على مسافة 37 كلم، للتنديد باستخراج الغاز الصخري، مطالبين بتوفير المياه التي يراد استغلالها لاستخراج الغاز الصخري لسكان الجنوب لخلق ثروة فلاحية ستكون بديلا عنه. وأبدى هؤلاء تذمرهم من عدم استفادتهم من ثروة الغاز والبترول الموجودة بالمنطقة الصناعية حاسي الرمل التابعين لها حيث تنتشر في أوساطهم البطالة ولازالت البلدية تعاني تخلفا كبيرا في التنمية. بوحجة: الجزائر على فوهة بركان حزب جبهة التحرير الوطني أول حزب شكك في مسببات هذه الاحتجاجات، وفق ما قاله الأمين العام للحزب، عمار سعداني، في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الخامس للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، مؤكدا أن أطرافا خارجية تقف وراء الاحتجاجات التي تشهدها ولايات الجنوب بشأن استغلال الغاز الصخري، وحذّر من استهداف بعض الدول للصحراء الجزائرية على العموم وولاية تمنراست على وجه الخصوص. وأكد المكلف بالإعلام بحزب جبهة التحرير الوطني، السعيد بوحجة صحة هذه التصريحات، قائلا "نحن متيقنون من وجود أيادي خفية تحاول ضرب استقرار هذه المناطق"، مشيرا إلى أنه لا يتسنى لهم تحديد هوية هذه الجهات إلى غاية الحصول على نتائج التحقيق الذي سيباشره أعضاء المكتب السياسي الذين سينزلون إلى هذه المناطق بداية من هذا الأسبوع، حيث كلف مصطفى معزوزي، المكلف بالتنظيم بجبهة التحرير الوطني بالنزول إلى عين صالح وتمنراست. وأكد المتحدث أن الجزائر على فوهة بركان بالنظر إلى الغليان الداخلي والخارجي المحيط بها. وأضاف أنه على سكان الجنوب الإصغاء لأراء الخبراء والتقنيين. وعن هدف هذه الزيارات، قال المتحدث إن أعضاء المكتب السياسي سيلتقون مناضلي الحزب وأعيان هذه المناطق من أجل توعيتهم. اسماعيل سعيداني: لا وجود لأيادي خفية في الجنوب ومن جهته فند اسماعيل سعيداني، المكلف بالإدارة والتنظيم بحزب الجيل الجديد تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، قائلا لا وجود لأي يد خفية أو ما شابه ذلك. وقال إنه زار هذه المناطق الجمعة الفارط وجمعه حديث مع سكان عين صالح، المصرين على مواصلة اعتصامهم نتيجة إدراكهم بالمخاطر المحدقة بهم في حالة الشروع في استخراج الغاز الصخري. وبغض النظر عن قضية الغاز الصخري، قال المتحدث إن سكان مناطق الجنوب يعانون التهميش، وأبسط شروط الحياة غير متوفرة في هذه المناطق. وطالب اسماعيل سعيداني الرئيس بوتفليقة بالخروج عن صمته والرد على مطالب سكان عين صالح والمناطق الأخرى. يونسي: على بوتفليقة الخروج عن صمته ومن جهته عبر جهيد يونسي عن دعمه لمطالب سكان الجنوب الرافضين لاستغلال الغاز الصخري، داعيا السلطة إلى الابتعاد عن لغة الاستعلاء على مواطنيها. وطالب المتحدث رئيس الجمهورية الخروج عن صمته وتحمل مسؤولياته وتقدير خطورة الموقف بوقف استغلال الغاز الصخري. رباعين: بوتفليقة مطالب بمخاطبة سكان الجنوب حتى يطمئنوا وطالب أيضا فوزي رباعين، رئيس حزب عهد 54 بوتفليقة بمخاطبة سكان الجنوب والخروج عن صمته حتى يطمئنوا ويفتحوا باب النقاش. وتساءل عن أسباب غياب ممثلي الشعب من الهيئتين التشريعيتين. ودعا رباعين الجهات الرسمية إلى التحرك من أجل طمأنة سكان الجنوب الذين أبدوا تخوفهم من استغلال الغاز الصخري, من خلال تقديم الشروح التقنية اللازمة الكفيلة بتوضيح الصورة. وشدد رئيس "عهد 54" على ضرورة تنمية مناطق الجنوب ومعالجة مختلف المشاكل التي يعانيها سكانها, عن طريق "تجسيد مشاريع حقيقية وتكريس مبدأ اللامركزية". يوسفي يفشل في إخماد نار الجنوب ومع إصرار المبادرة الشعبية لإسقاط الغاز الصخري على مواصلة اعتصامهما فشل وزير الطاقة يوسف يوسفي في إقناع أعيان المنطقة وسكان عين صالح بأهمية المشروع الذي تعتبره حكومة سلال مشروع الأجيال القادمة، كما أن كل ما أثير عنه معلومات خالية من الصحة. ولم تفشل فقط مساعي يوسف يوسفي في إخماد نار الاحتجاجات، بل فشلت أيضا جهود والي تمنراست جامع محمود الذي التقى في العديد من المرات أعيان المنطقة وشيوخها. ورغم هذا يصر سكان الجنوب على مواصلة اعتصامهم وهم يحضرون مسيرة كبرى الخميس المقبل، وطالبوا بخروج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن صمته. وامتد الاحتجاج الرافض لاستغلال الغاز الصخري من مدينة عين صالح وولايات الجنوب، إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تمكنت العديد من الحركات من استقطاب عدد أكبر من مواطني الجنوب وإقناعهم بخطورة الغاز الصخري. ومن بين هذه الحركات "حركة مافرات" وحركة "شباب الهقار"، وهما حركتان قادتا مسيرة شارك فيها قرابة 5 آلاف شخص من سكان الجنوب الخميس الفارط. وجندت هذه الحركات وسائل الاتصال الحديثة وفتحت صفحات لها بمواقع التواصل الاجتماعي من أجل نشر صور المسيرات. غاز "أردواز" المثير للجدل يعتبر الغاز الصخري صنف غير تقليدي من الغاز الطبيعي، لانتشاره داخل الطبقات الصخرية، يطلق عليه غاز حجر الإردواز. يُحبس هذا الغاز في الشقوق الصخرية طبيعيا، حيث يحصر جزءا منه في مسام الصخور وبعض الغاز يبقى ممتصا في المواد العضوية التي نشأ منها. ويمكن استخراجه في الشقوق مباشرة عند الحفر، أما الغاز الممتص في المواد العضوية في الصخر فهو يتحرر عند خفض الضغط في البئر. ويلزم لاستخراج غاز حجر الاردواز بناء مئات الآلاف من الآبار، فإذا عثر على الغاز في أحد الآبار ن بدا الحفر عرضيا في الطبقة لاستخراج الغاز. ويجري ذلك بالضغط تحت ضغط عالي لمخلوط مكون من الماء والرمل وبعض الكيماويات. وبذلك تتحطم الصخور ويتحرر منها الغاز. ويتم استخدام تقنيات معقدة لاستخراجه تتضمن المزاوجة بين الحفر أفقيا تحت الأرض مسافة قد تصل 3 كيلومترات وتكسير الصخور بواسطة خليط من السوائل المكونة من المياه والرمل وبعض المواد الكيميائية ويضخ السائل تحت الضغط العالي لتحطيم الصخور وتحرير الغاز. ويتعين حفر آلاف الآبار عموديا وعلى مسافات واسعة لضمان إنتاج وفير، خاصة وأن حقول الغاز الصخري تتراجع بسرعة معدلات إنتاجها، حيث يتم الحصول على أعلى الإنتاج في السنة الأولى ليتراجع بسرعة ولا يدوم إلا 5 إلى 9 سنوات كأقصى حد.