يتواصل توافد رؤساء الدول والحكومات على الجزائر للشهر الثالث على التوالي، في مشهد لا تزال فصوله محل قراءات متباينة، وقد جاء الدور هذه المرة على رئيس دولة زيمبابوي، روبيرت موغابي، الذي يعتبر عميد الرؤساء الأفارقة. وفي هذا السياق، ينتظر أن يحل بالجزائر الرئيس الزيمبابوي، في زيارة رسمية للجزائر تدوم ثلاثة أيام، (24 و25 و26 مارس)، بدعوة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لتكون بذلك هذه الزيارة السادسة من نوعها لرئيس دولة إفريقية في مدة لم تتعد الأربعة أشهر، وهو ما لم تعهده الدبلوماسية الجزائرية منذ مدة طويلة. وسيستقبل الرئيس الزيمبابوي، من قبل نظيره الجزائري، وأيضا من طرف الوزير الأول، عبد المالك سلال، وعدد من أعضاء الحكومة، وهي الزيارة التي ستشكل فرصة للتوقيع على عدد من الاتفاقيات المتعلقة بالقطاع الاقتصادي، وكذا قطاعي الفلاحة والسياحة، تماما مثلما حصل مع رؤساء أفارقة سابقين، وقعوا اتفاقيات لتنشيط العلاقات الاقتصادية. زيارة روبي موغابي تأتي بعد رسالة حملها له الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية، المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، عندما زار في وقت سابق دولة زيمبابوي، مبعوثا من قبل رئيس الجمهورية، دعا فيها نظيره موغابي، الذي يرأس في الوقت الراهن الاتحاد الإفريقي، إلى زيارة الجزائر. وبحسب تصريحات سابقة لعبد القادر مساهل، هذه الزيارة تندرج في سياق التحضير لانعقاد اللجنة المختلطة لكل من الجزائروزيمبابوي، في النصف الثاني من العام الجاري، كما تعتبر هذه الدولة الواقعة في أقصى جنوب القارة السمراء، من بين الدول المعروفة بدعمها للقضية الصحراوية، باعتبارها مسألة تتعلق بدعم تصفية الاستعمار في القارة الإفريقية. يذكر أن الرئيس بوتفليقة استقبل وقبل اعتماد سفير زيمبابوي الجديد بالجزائر، إيديوين ماندانزا، الذي أكد عقب الاستقبال أن بلاده تراهن على تعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع الجزائر، التي تلتقي معها في الكثير من المسائل القارية والإقليمية، سيما ما تعلق منه بمحاربة الظاهرة الاستعمارية في إفريقيا، التي لم يتبق منها غير استعمار المغرب للصحراء الغربية.