في الحديث المروي عن سعد بن أبي وقاص "رضي الله عنه" ، (وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة) والذي رواه أصحاب الكتب الستة والإمام مالك في الموطأ أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال له «إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت بها، وفي رواية «عليها» حتى ما تجعل في فيِّ (فم) أمرأتك. قال "صلى الله عليه وسلم" : «إذا أنفق الرجل نفقة على أهله يحتسبها، فهي له صدقة» وكان رسول الله "صلى الله عليه وسلم" جالسًا مع أصحابه فمر بهم شاب ذو صحة جيدة، فقالوا: لو كان هذا في سبيل الله، فقال لهم رسول الله "صلى الله عليه وسلم" : (وما يدريكم أنه ليس في سبيل الله؟. إنه إن كان خرج يسعى على وُلده صغارًا فهو في سبيل الله. وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله. وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله. وإن كان خرج يسعى رياءً ومفاخرةً فهو في سبيل الشيطان. ويقول "صلى الله عليه وسلم" : «في بضع أحدكم صدقة.) قالوا يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال(أريتم لو كان وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إن وضعها في الحلال كان له أجر). فكل عمل يعمله المؤمن يبتغي به وجه الله يكتب له به أجر فنوم المؤمن عبادة إذا نوى بهذا النوم التقوى على عبادة الله، وكان نومه على طريقة الرسول "صلى الله عليه وسلم" كما قال معاذ بن جبل "رضي الله عنه" لأبي موسى الأشعري "رضي الله عنه" (إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي)، وطعام المؤمن عبادة، إذا نوى التقوى على عبادة الله سبحانه وتعالى، وكان على سنة رسول الله "صلى الله عليه وسلم" . وكل عمل يعمله المؤمن يبتغي به وجه الله تعالى يؤجر عليه، حتى اللقمة التي يضعها في فم امرأته. وأما ما يصيب المؤمن في هذه الحياة فهو كله له خير، كما في حديث صهيب بن سنان "رضي الله عنه" قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" : (عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له) فالمؤمن شاكر في حالة السراء، يعلم بقلبه أن جميع النعم مصدرها من الله سبحانه وتعالى وما بكم من نعمة فمن الله .