كرمت جمعية الأنيس بالتنسيق مع بلدية الحراش بولاية الجزائر، الشيخ مصباح حويذق، في إطار التعريف بأعلام مدينة الحراش ورجالاتها، في ملتقى تكريمي تحت شعار "يمضي الرّجال ويبقى النّهج والأثر"، بالمكتبة البلدية الإخوة بركات. وحضر حفل التكريم رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الحراش وأعضاء مجلسه، ونجل الشيخ مصباح، المخرج محمد حويذق، والنائب بالمجلس الشعبي الوطني الأستاذة أم السّعد بن تركي، والعديد من الفاعلين في المجالات الثقافية والاجتماعية والإصلاحية، وكذا أئمة المساجد، والطلبة والأفواج الكشفية، وشعب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لبابا حسن وبوروبة، ومختلف شرائح المجتمع، واستعرض من قبل العديد من عرفوا الشيخ مناقب وخصال الشيخ مصباح أثناء فترة تواجده بمدينة الحراش، حيث كان خطيبا بمسجد الإمام الشافعي. وأكدّ الدكتور والباحث سعيد مولاي، على ضرورة تنظيم مثل هذه المبادرات التكريمية للتعريف برموز وأعلام الجزائر للتحلي بما كانوا يتصفون به من أخلاق والسّير على نهجهم، لاسيما وأنّ الأمة في هذه المرحلة في حاجة ماسّة إلى رموز وأعلام لحفظ الشباب والمجتمع من مختلف الآفات التي تنخر جسد الأمة، مشيرا إلى الأثر العميق الذي تركه الشيخ مصباح في أهالي الحراش بفضل دروسه ومواعظه القيّمة وانخراطه في المجتمع من خلال تواجده في مختلف المناسبات ومع مختلف شرائح المجتمع. وفي مداخلته، اقترح رئيس المجلس الشعبي البلدي مبارك عليك، أن يصبح هذا الحفل التكريمي تقليدا في بلدية الحراش، بحيث يشمل في طبعاته اللاحقة عددا من أعلام مدينة الحراش، على غرار الشيوخ عبد اللطيف سلطاني، عمر العرباوي، الشيخ طفيش وغيرهم من الأعلام الذين خدموا أهالي الحراش والجزائر. وكانت الكلمة الختامية لنجل الشيخ، المخرج محمد حويذق، حيث أدلى بشهادة قيّمة حول والده، ذاكرا العديد من المواقف البطولية التي اشتهر بها والده الشيخ مصباح، لاسيما أثناء محنته في سجن آفلو، حيث كان مسجونا من قبل سلطات الاستعمار الفرنسي، وبعض المواقف التي تُعبر بصدق عن قيمة الشيخ ومكانه، وكذا يقينه بنصر الله وبأنّ الحق لابد له من أن يسود يوما، وهوما تحقق بعد سبع سنوات ونصف من الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي. وكُرّم نجل الشيخ مصباح بشهادة تكريمية، وتزيّن ببرنوس "الأنيس" وفاء لتضحيات والده في سبيل أبناء الجزائر، ووصوله إلى المكانة الراقية بعد أن ترك بصمته في تاريخ الجزائر حيث كانت الظروف صعبة آنذاك وكان الوطن بحاجة لكل فرد منه ليستعيد حريته وتقرير مصيره. وتضمن الملتقى أيضا جناحا، تم فيه عرض مواضيع مختلفة حول تاريخ وأعلام جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ونبذة عن تاريخ الشيخ مصباح حويذق.