تعرف العديد من قرى بلدية ماكودة الواقعة على بعد 25 كلم شمال مدينة تيزي وزو، مثل قرية ثالة بوزرو، أشيقار، ستيتا وتزرارت، نقصا فادحا في المشاريع التنموية التي من شأنها تحسين مستوى معيشة السكان وتخرجهم من العزلة والتهميش المفروضة عليهم منذ سنوات. وهناك أيضا غياب شبه التام لمختلف الهياكل الحيوية والضرورية على غرار وحدات العلاج، هياكل ترفيهية، أزمة العطش، اهتراء الطرقات وغياب الانارة العمومية وغيرها من النقائص التي نغصت حياتهم. والمشكل الكبير الذي طرحه القاطنون في قرى هذه البلدية خلال زيارتنا الميدانية لهذه القرى المعزولة والذين عرضوا مختلف النقائص التي يتخبطون فيها هو غياب وحدات العلاج في قراهم، حيث أكدوا أنهم يضطرون إلى الانتقال إلى بلدية ماكودة أو واقنون أو إلى مدينة تيزي وزو لتلقي العلاج حتى بالنسبة لأدنى الأوجاع والآلام أو الجروح الخفيفة التي يصابون بها. ويصعب على المرضى تلقي خدمات صحية في الوقت المناسب ما يؤدي في الكثير من الأحيان إلى مضاعفات صحية للعديد منهم، هذا بالرغم من المطالب التي قدموها للجهات المعنية بضرورة إنجاز وحدات صحية على مستوى القرى قصد تجنيب المواطنين عناء التنقل إلى المراكز البعيدة لكن لا حياة لمن تنادي. ولاحظنا الواقع المرير الذي يعيشه هؤلاء السكان في هذه القرى بداية بالشباب الذين تحدثوا للجزائر الجديدة عن تذمرهم الشديد جراء البطالة الخانقة وانعدام المرافق الترفيهية الشبابية التي من شأنها أن تروح عن أنفسهم وتنتشلهم من بؤرة الفراغ القاتل والانحراف، على غرار دور الشباب، ملاعب كرة القدم وغيرها من فضاءات اللعب، الأمر الذي أدى إلى حرمانهم من قضاء أوقات فراغهم واستثمار مواهبهم الإبداعية لاسيما مع تفاقم حدة البطالة في ذات المنطقة التي وصفوها بالشبح الأسود الذي يلازمهم، وأضافوا أن عامل البطالة يعتبر هاجسهم الأكبر الذي يهدد فئة الشباب بهذه المنطقة فلا مشاريع ولا معامل من شأنها توفير مناصب شغل وتخفف من نسبة البطالة، فالبعض منهم يضطر للانتقال إلى مقر البلدية للالتحاق بدار الشباب وآخرون يذهبون إلى المناطق المجاورة كدائرة ماكودة للالتحاق بمناصب العمل.وفي نفس الإطار، أكد سكان قرى هذه البلدية أن المشاريع التنموية المخصصة للأشغال العمومية هي الأخرى تعاني نقصا كبيرا، حيث صرحوا أن شبكة الطرق المؤدية إلى العديد من القرى تتواجد في وضعية مزرية كونها تعرف حالة من الإهتراء والتآكل. إذ تعرف مداخل قرى البلدية التي تعود إلى سنوات الاستعمار تدهورا كبيرا، حيث تمتلئ بالحفر غير المستوية والتي يحاول السكان في كل مرة ترقيعها بطبقات من الزفت التي تزيد من حالها المتردي والكارثي بمرور الأيام. ويطالب السكان سلطات البلدية تزويدهم بغاز المدينة بالقرى. وأكد المواطنون أنهم راسلوا مسؤولي الدائرة والبلدية الذين التزموا الصمت، ويبقى ما قدمته البلدية حسبهم مجرد وعود، ويشتكي السكان من انعدام الإنارة على مستوى القرى بسبب خلل كهربائي، مما يتطلب استبدال الكوابل الخارجية الخاصة بالتوزيع. واشتكى السكان كذلك من أزمة العطش التي فرضت نفسها بقوة في المنطقة، وبحسبهم فرؤية سيلان مياه الشرب في حنفياتهم يعد بالنسبة إليهم مفاجأة، وأحيانا لعدة أشهر، وتزداد حدته خلال فصل الحر، وهذه الأزمة سمحت لأصحاب الصهاريج الاستثمار في هذه المادة الحيوية ورغم مطالبتهم بضرورة تدارك الوضع بإيجاد حلول لأزمة العطش التي يعيشونها، والتي أثقلت كاهلهم اليومي، لكن رغم ذلك أكدوا أن معاناتهم مستمرة وهؤلاء المسؤولين لم يتدخلوا إلى يومنا هذا، وهو وضع خلق تذمرا وسخطا شديدين لدى أوساط المواطنين.