التحق 23 رجل أعمال، أعضاء في منتدى رؤساء المؤسسات (أفسيو) بالوزير الأول في زيارة إلى الصين من 28 أبريل إلى الفاتح ماي، وعينهم على اتفاقيات وشراكات مع العملاق الصيني، الذي بدأت تستهويه فكرة "رابح-رابح" التي يروج لها عبدالمالك سلال في اللقاءات الاقتصادية والسياسية على السواء. يجري الوزير الأول عبد المالك سلال زيارة إلى الصين بدعوة من نظيره الصيني لي كيكيانع في إطار تأكيد العلاقات "الممتازة" القائمة بين البلدين والشراكة الإستراتيجية رابح-رابح التي تربطهما، حسب مصدر دبلوماسي. ويرافق سلال وفد هام لإجراء محادثات مع مسؤولين صينيين سامين، إلى جانب تنظيم منتدى رجال أعمال البلدين. عرفت العلاقات الجزائرية-الصينية في 15 سنة تطورا ملحوظا بدفع من قادة البلدين من خلال تبادل زيارات رفيعة المستوى مثل تلك التي أجراها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سنة 2000 و2006 و2008 والرئيسان جيانغ زمين في 1999 وهوجينتاو سنة 2004. وأفضى هذا التطور في العلاقات إلى التوقيع على شراكة إستراتيجية بين الجزائروبكين لتكون الجزائر بذلك أول بلد عربي أبرمت معه هذه الشراكة. ويؤطر هذه الشراكة الإعلان السياسي الذي وقع عليه رئيسا البلدين في 25 ماي2014، وطبق من خلال المخطط الخماسي للتعاون الاستراتيجي الشامل 2014-2018 الموقع في جوان 2014 ببكين. وتنشط 790 مؤسسة صينية في الجزائر لاسيما في البناء والأشغال العمومية والاستيراد والتصدير. وأوكلت العديد من المشاريع، خاصة في البناء، لمؤسسات صينية على غرار مشروع المسجد الكبير وأوبيرا العاصمة ومشاريع السكن. وعلى الصعيد الاقتصادي والعلاقات التجارية، تعتبر الصين أول ممون للجزائر منذ 2013 (2ر8 مليار دولار سنة 2014) وعاشر زبون لها (8ر1 مليار دولار) بما يعود بفائدة كبيرة على الطرف الصيني. وأشار المصدر إلى أن هذا الوضع هو ما يتطلع الجزائريون إلى تغييره من خلال تحقيق توازن في المبادلات و"منح مضمون للشراكة" حيث أن الهدف يكمن في عدم الاكتفاء بعلاقات تجارية محضة. ومن ثم فان الجزائر تتطلع للاستفادة من تحويل التكنولوجيا والاستثمارات الصينية. ومطلوب أيضا قدوم المؤسسات الصينية إلى الجزائر بغية تحفيزها على الإنتاج هنا لتلبية احتياجات السوق الداخلية واكتساح أسواق الدول المجاورة ودول المتوسط. وتجري هذه الزيارة على أمل "إعطاء دفع" للعلاقات الجزائريةالصينية وإرساء شراكة رابح-رابح بين البلدين، في وقت ترحب بكين بهذه المقاربة و"متفتحة" على الاقتراحات الجزائرية.