تطرح رسالة نائب وزير الدفاع الوطني وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، التي بعث بها إلى الأمين العام للأفلان، أسئلة كثيرة حول علاقة العسكر بالسياسة، وأخرى حول المغزى من هذه الرسالة التي تشكل " سابقة" في تاريخ المؤسسة. الرسالة" السابقة" التي نشرها موقع "كل شيء عن الجزائر" عبر موقعه الإلكتروني، حملت دعم الفريق أحمد قايد صالح لعمار سعداني على رأس الأفلان (....)، وتهنئته له في أعقاب النجاح الذي حققه في المؤتمر العاشر للحزب، قبل أن يواصل الفريق قايد صالح في رسالته يقول" أتمنى التوفيق لك في قيادة هذا الحزب الذي مازالت الجزائر بحاجة إليه"، وهو تعبير- يرى متابعون- أنه ينسجم مع خطاب مرحلة الأحادية الحزبية، على اعتبار أن الأفلان كان يومها يمثل جهازا من أجهزة الدولة، وليس حزبا" معارضا" ! وتأتي رسالة الفريق قايد صالح، إلى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، بعد رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وبمضمونين متقاربين، مع فارق ضئيل، كون رسالة بوتفليقة، هي رسالة "رئيس لكل الجزائريين"، فيما رسالة الفريق قايد صالح، هي رسالة الرجل الأول في مؤسسة عسكرية، تخضع لتقاليد واضحة تفيد بعدم تدخل المؤسسة العسكرية في الشأن السياسي، وبالأخص في شأن الأحزاب السياسية، وهو ما فسرته قراءات سياسية، على أنه " انحياز" لجهة ما، خاصة بتوظيف مصطلحات حملتها الرسالة من قبيل، " حزب جبهة التحرير الوطني لازال يمثل القوة السياسية الأولى في البلاد، وهو أمر لا جدال فيه "، وهو تعبير يتناغم كثيرا مع التعبير الذي حملته رسالة رئيس الجمهورية إلى المؤتمر العاشر، عندما قال إن " الجبهة التاريخية الأم ..وسليلها حزب جبهة التحرير الوطني الذي كان وما يزال العمود الفقري في البنية الاجتماعية والسياسية للوطن". ويرى رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري في تعليقه، أن هذه الرسالة تعبر عن "شروع السلطة في التحضير لمرحلة ما بعد بوتفليقة"، واعتبر ما جاء فيها "دليلا قاطعا" عن رغبة أطراف في السلطة، للزج بالمؤسسة العسكرية في الحياة السياسية وهذا يتنافى مع تقاليد المؤسسة العسكرية، فيما اكتفى رئيس حزب الجيل الجديد سفيان جيلالي بالقول، إن السلطة "استكملت" الإعلان عن الترتيبات التي أعدت لها قبيل 17 أفريل 2014.