أفادت مصادر متطابقة أن زيارة رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، للجزائر، تهدف غلى تبديد "خلاف صامت" بين الجزائروتونس، أدخل العلاقات بين البلدين حالة من الجمود منذ الزيارة التي قادت الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، للولايات المتحدةالأمريكية مؤخرا. وكان رئيس حركة النهضة قد حل بالجزائر الأربعاء المنصرم، والتقى الرئيس بوتفليقة، وقال في تصريح له إن اللقاء ناقش الأوضاع في المنطقة المغاربية وفي المشرق العربي، وكذا التأكيد على مبدأ الحوار كسبيل لحل المشاكل. وقبل أن يلتحق بالجزائر، كان الغنوشي قد التقى الرئيس التونسي بقصر قرطاج. وبحسب المصادر فإن الضيف التونسي حمل تطمينات من سلطات بلاده بأن الاتفاق الأمني الذي وقعته تونس مع الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال زيارة السبسي قبل الشهر المنصرم، والذي جعله شريكا أساسيا لواشنطن خارج الحلف الأطلسي، لا يستهدف الجزائر ولا يؤثر على العلاقات بين البلدين في هذا المجال. ومعلوم أن السلطات الجزائرية وقفت مع جارتها الشرقية في الكثير من المحن التي تعرضت لها، ولا سيما الإرهابية منها، بحيث رافق الجيش الجزائري العمليات التي قام بها الجيش التونسي ضد الجماعات الإرهابية في جبل الشعانبي، لكن من الجهة الجزائرية، كما لم يبخل على تونس بالمعلومات الأمنية المتعلقة بنشاط الجماعات الإرهابية. وقبل ذلك كانت الحكومة الجزائرية قد منحت هبات وقروض لنظيرتها التونسية لمساعدتها على تجاوز الأزمة المالية التي عصفت بها بعد الثورة التونسية، وتراجع منسوب واردات تونس من السياحة، التي تعتبر عصب الاقتصاد التونسي، والتي تلقت ضربات موجعة بسبب تدهور الوضع الأمني رفي السنوات الأخيرة. وتكون السلطات التونسية قد استغلت حسن العلاقة التي تميز العلاقة بين رئيس حركة النهضة والسلطات الجزائرية، والرئيس بوتفليقة على وجه الخصوص، من أجل تبديد غضب السلطات الجزائرية المفترض من الاتفاق الأمني السالف ذكره، وهو أمر تخشاه السلطات التونسية التي لا تزال تعيش على وقع عدم استقرار مؤسسات الحكم. وتتخوف السلطات التونسية من توتر في العلاقات بين الجزائروتونس، لأن ذلك من شأنه أن يترك السبسي وسلطات بلاده وحيدة في مواجهة الإرهاب، الذي يزحف بقوة على "مملكة" بن علي السابقة.