استفحلت ظاهرة عرض المنتجات الغذائية الواسعة الاستهلاك، وخاصة مادة الخبز والحلويات، والأجبان والبيض..، تحت أشعة الشمس والغبار ودخان السيارات، خلال هذه الأيام الحارة من شهر رمضان، وذلك على الأرصفة وحواف الطرقات، وبالأسواق الشعبية بولاية بومرداس، مما دفع بالمواطنين إلى دق " ناقوس الخطر" ومطالبة الجهات المعنية للتدخل لمحاربتها. عرفت ظاهرة عرض المنتجات الغذائية خارج المحلات التجارية وعلى الأرصفة والطرقات وبالأسواق الشعبية، انتشارا كبيرا في بومرداس ذلك أكثر مما كانت عليه قبل شهر رمضان، وبالأخص مادة الخبز باعتباره مادة أساسية واسعة الاستهلاك، حيث أصبح يعرض على الأرصفة والأماكن العمومية، وبجانب المقاهي، دون مبالاة التجار بالخطورة المترتبة عن ذلك والتي تهدد صحة وسلامة المستهلك من خلال أخطار التسممات الغذائية، جراء تعرضه للغبار ودخان السيارات وأشعة الشمس، وكذا بالنسبة للمنتوجات الغذائية الأخرى على غرار الحليب، المياه المعدنية، المشروبات الغازية والحلويات الرمضانية مثل "الزلابية" و"قلب اللوز" و"البريوش" وغيرها.. الأمر الذي أثار استياء المواطنين الذين طالبوا بضرورة القضاء على هذه الظاهرة نهائيا على اعتبار أنها شوهت وجه الولاية.. وكثفت مصالح الرقابة وقمع الغش بمديرية التجارة لبومرداس، من خرجاتها الميدانية خلال شهر رمضان، لمراقبة وضعية الأنشطة التجارية وما مدى احترام التجار لشروط العمل، إلى جانب الحملات التحسيسية حول ظاهرة عرض المنتجات الغذائية،خاصة الخبز، خارج المحلات، وذلك بهدف حماية المستهلك من مختلف التجاوزات، وسطرت ذات المديرية حملات تحسيسية لتوعية المواطنين من خلال تقديم نصائح للمستهلك بتنظيم استهلاكه، وعدم اقتناء المنتجات المعروضة في الأرصفة، كما قدمت توصيات باستهلاك القدر الكافي من الطعام الذي يحتاجه جسم الإنسان، وتجنب الإسراف والتبذير لما له من انعكاسات سلبية على الاقتصاد الوطني. وسطرت المديرية برنامجا للفرق المختلطة لمراقبة النوعية، والممارسات التجارية، من أجل مراقبة المقاهي والمطاعم مع تحرير محاضر للأشخاص المخالفين للقانون، وكذا فرق لمتابعة المنتوجات ذات الاستهلاك الواسع كاللحوم والدواجن، وكذا المواد السريعة التلف تفاديا للتسممات الغذائية، ودعت مديرة التجارة سامية عبابسة لتضافر الجهود بما فيها مصالح الأمن ورؤساء البلديات والمستهلك من أجل التمكن من القضاء على التجارة غير الشرعية. يذكر أن مصالح الرقابة وقمع الغش لمديرية التجارة لبومرداس، كانت قد سجلت 333 تدخلا في ميدان حماية المستهلك وقمع الغش، وكذا الممارسات التجارية، مع تحرير 236 محضرا، و167 مخالفة. وبلغت قيمة المعاملات دون فوترة، عند مراقبة وثائق المحاسبة عند بعض المتعاملين ما يصل إلى 960 520 د.ج، وقد تم السحب النهائي مع الإتلاف لمنتجات غير صالحة للاستهلاك والمتمثلة في ملونات غذائية، توابل، ملح، لحم مجمد، دهن، مواد صناعية، عجينة زجاج، وقد قدرت الكمية بأزيد من 513 كلغ بقيمة 21،140،00 د.ج، وتم السحب النهائي لمنتج تحضير الجبن قدرت كميته ب38 كلغ، بكونه غير مطابق للمواصفات القانونية وهو صالح للاستهلاك. المدينة في ليالي رمضان..أجواء بهيجة وحركة دؤوبة تعيش مدينة بومرداس ليالي رمضان هذه السنة، التي تميزت بحرارتها ورطوبتها المرتفعة، على وقع أجواء بهيجة وحركة تنزه دؤوبة لعدد كبير من العائلات والشباب الذين وجدوا في مختلف الفضاءات التي تتوفر عليها المدينة ملاذهم المفضل. ويلاحظ أن الحركة التي تكون بطيئة طوال النهار بسبب الحرارة وظروف الصوم، سرعان ما تدب بعد صلاة العشاء وتبلغ الذروة بعد صلاة التراويح وإلى ما بعد الحادية عشرة ليلا حيث تصبح مختلف الفضاءات والساحات العمومية تعج بالناس هروبا من حر المنازل. ومن بين أهم المقاصد والفضاءات التي تعرف حركة كثيفة ولأوقات متأخرة من الليل، واجهة البحر للمدينة، التي أصبحت المقصد المفضل في ليالي رمضان، للعائلات والشباب لتميزها بطولها وشساعة ساحتها، ويتم التنزه والمشي أو الجلوس قبالة الشاطئ للدردشة مع الأصدقاء أو رفقة العائلة أو لممارسة الهوايات المختلفة فيما بين الأصدقاء. وما يزيد في رونق وجمال هذه الواجهة البحرية هو الانتشار الكبير لمحلات بيع المشروبات الغازية والشاي الصحراوي والمثلجات إلى جانب وجود مبنى دار الثقافة المطل من الأعلى مزينا بطابعه الهندسي المعماري الجميل،الجهة بأكملها. ومن بين أبرز المواقع الأخرى التي تعرف أيضا توافدا ملحوظا عليها في سهرات رمضان هناك حديقة النصر الخلابة بحي 800 مسكن والتي تطل من الأعلى على البحر وعلى واجهة البحر من يمينها وعلى غابة قورصو المحاذية لها من يسارها حيث يستمر تواجد العائلات بهذا المكان لأوقات متأخرة من الليل. كما يستقطب شارع الاستقلال الكبير المعروف باسم "البولفار"،الواقع بوسط مدينة بومرداس، أعدادا كبيرة من الشباب والعائلات حيث يعد هذا الشارع، الذي يمتد إلى غاية شاطئ البحر، أكبر وأهم شارع في المدينة وهو المحافظ على نسقه المعماري المميز. ومن جهتها تجلب غابة قورصو المجاورة لمدينة بومرداس والمتميزة بمناظرها الطبيعية الخلابة والمزدانة بمختلف أنواع الأشجار، منذ بداية شهر رمضان وموجة الحرارة أيضا،أعدادا هائلة من العائلات في الفترات الليلية، وتجد العائلات الزائرة لهذا الموقع الخلاب،المحاذي لشاطئ البحر، كل مستلزمات الراحة لقضاء أحلى الأوقات رفقة أطفالها الذين خصصت لهم أماكن للعب والترفيه كما أنها تبقى مفتوحة لأوقات متأخرة من الليل وإلى غاية بزوغ الفجر.