أكدت مصادر مسؤولة من وزارة التربية الوطنية أن من أهم التوصيات التي ستتوج الندوة الوطنية لتقييم إصلاح المنظومة التربوية أمس إلغاء امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي وإعادة هيكلة امتحان شهادة البكالوريا. وتتوج أشغال الورشات العشرة بتوصيات تصب معظمها في التأسيس لمدرسة جزائرية "جديدة" قوامها النوعية والجودة والتنافسية العلمية والبيداغوجية والاستقرار. ومن المنتظر أن تدعو التوصيات إلى إلغاء امتحان نهاية الطور الابتدائي وإقرار نظام تقييمي، بدلا لمعرفة الكفاءات الحقيقية للتلميذ من منطلق ان التعليم الابتدائي يعتبر مرحلة لكسب المعارف الأساسية (الحساب والقراءة والكتابة فقط). ويؤكد بيداغوجيون أن المراقبة المستمرة للتلميذ بدلا من خضوعه لامتحان يضمن له الانتقال من الحفظ والاسترجاع الى إرساء مهارات فكرية قائمة على التحليل والاستدلال. ومن بين توصيات المشاركين في الندوة اقرار العمل بالبكالوريا المهنية على المدى القصير وهو اجراء دعا اليه الوزير الاول عبد المالك سلال السبت في كلمته امام الندوة الوطنية لتقييم اصلاح المنظومة التربوية. وستشمل التوصيات اعادة هيكلة إمتحان شهادة البكالوريا خلال السنوات القادمة وهو ما اوكل الى اهل الاختصاص بالنظر الى الرغبة الملحة للوصاية ومن ورائها الحكومة في "استرجاع مصداقية البكالوريا الجزائرية والرفع من مستواها لتضاهي اعلى المستويات العالمية". وبالنظر الى الاولوية التي توليها وزارة التربية الوطنية لمرحلة التعليم الابتدائي فانه من المنتظر ان تتضمن توصيات الندوة من جهة اخرى خريطة طريق "واضحة" للقطاع بالنسبة للخمس سنوات القادمة يتم التركيز فيها بالدرجة الاولى على الطور الابتدائي. ومن بين ما سيتم اقراره تسطير سياسة وطنية احترافية لتكوين الأساتذة على اعتبار أن عنصر التكوين أداة مميزة لتجسيد السياسة التربوية وتكريس بالتالي جودة ونوعية التعليم. وتراهن الوزارة على التعليم الالكتروني وادخال تكنولوجيات الاعلام والاتصال في التربية. وتخرج الندوة بتوصيات اخرى تدعو إلى الاهتمام اكثر بعنصر المواطنة وترسيخه عند الناشئة من خلال تعزيز روح التلاحم الاجتماعي وتشبع التلميذ بقيم الهوية الوطنية بأبعادها الثلاثة الإسلام والعروبة واالامازيغية.