يرى محللون ان الحكومة الفنزويلية تضع العراقيل من كبح الترشيحات الى بث الشقاق في صفوف معارضة تلقى تأييدا واسعا، وذلك قبل الانتخابات التشريعية التي ستجري في السادس من ديسمبر في وضع غير مسبوق منذ 16 عاما. وبعد سنتين على وصوله الى السلطة، يواجه نيكولاس مادورو الوارث السياسي للرئيس الراحل هوغو تشافيز اختبارا كبيرا ويحاول كبح جماح المعارضة باي ثمن بينما يشهد هذا البلد الواقع في اميركا الجنوبية وضعا اقتصاديا كارثيا. وقال اوجينيو مارتينيز الخبير في التسويق السياسي لوكالة فرانس برس انها الحملة "الاكثر تعقيدا التي يواجهها تيار انصار تشافيز. الاموال اقل وتشافيز ليس هنا وللمرة الاولى منذ ثلاث انتخابات تشريعية تتمتع المعارضة بامكان الفوز". ويرى الخبير السياسي خورغي ماغدالينو ان "رهان تيار تشافيز يتلخص من جهة بتقليص الهوة (في نوايا التصويت) ومن جهة اخرى باثارة خلافات داخل المعارضة لتشويه صورتها". ومنذ جويلية منع سبعة من اعضاء تحالف المعارضة طاولة الوحدة الديموقراطية (يمين الوسط) من ممارسة اي وظيفة عامة اذ ان المجلس الانتخابي اتهمهم بالقيام بممارسات سيئة عندما كانوا موظفين. وعرقلة الترشيحات ليست امرا جديدا في فنزويلا. فزعيم المعارضة ليوبولدو لوبيز المسجون حاليا دفع الثمن مرتين منذ 2008 ولا يمكنه الترشح قبل 2017. وقال اوجينيو مارتينيز "في كل عملية انتخابية تظهر لائحة ترشيحات يرفضها المجلس الانتخابي"، الهيئة التي يسيطر عليها مقربون من الحكومة كما تقول المعارضة. ومن الذين منع ترشحهم هذه السنة شخصيات معروفة مثل النائبة السابقة للمعارضة ماريا كورينا ماتشادو. وقالت امام انصارها باسف ان "النظام قام بخطوة جديدة في اضطهاده لي". وكانت ماتشادو اقصيت من مقعدها في ابريل 2014 من قبل اعضاء في الحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا (حاكم) بتهمة التطرق الى الوضع السياسي في بلدها خلال اجتماع لمنظمة الدول الاميركية. ورفضت ترشيحات حاكمين سابقين ورئيسي بلديتين واثنين من قادة الطلاب ايضا. وقال اوجينيو مارتينيز ان الهدف هو "احباط ناخبي المعارضة". اما جون ماغدالينو فقال انهم "يسعون الى ضرب المعنويات عبر منع مشاركة شخصيات سياسية معترف بها وهم يتسببون عبر ذلك بنقاش داخلي لتعقيد الاتفاقات" بين الاحزاب. وفي قضية ماريا كورينا كاتشادو، رفض ائتلاف المعارضة المرشحة التي اقترحتها لتحل محلها ما اثار غضب النائبة السابقة التي استبعدت مع ذلك اي قطيعة مع اللائحة الوحيدة للمعارضة. ومن مصلحة المعارضة البقاء موحدة اذ ان نتائج آخر استطلاع للرأي معروف اجرته هيئة داتانالايزس في ماي تشير الى انها يمكن ان تنتزع في السادس من ديسمبر الاغلبية البرلمانية ب40,1 بالمئة من الاصوات مقابل 21,3 بالمئة فقط للحزب الحاكم. واشار استطلاع الرأي نفسه الى تراجع شعبية نيكولاس مادورو الى 25,8 بالمئة من السكان المستائين من الزيادة الكبيرة في التضخم وعدم توافر كثير من المواد الاساسية. ومع انه يؤكد ان حزبه يتمتع باربعين بالمئة من نوايا التصويت مقابل 20 بالمئة لتحالف طاولة الوحدة الوطنية، اقر مادورو مؤخرا بانها "اصعب حملة انتخابية" منذ وصول تيار تشافيز الى السلطة. وحتى الآن، فازت الحكومة الاشتراكية في 18 اقتراعا من اصل 19 وتشغل 99 من المقاعد ال165 في الجمعية الوطنية. ولخوض المعركة، تتقدم السلطة هذه المرة بلائحة تشمل امراة للمرة الاولى هي سيليا فلوريس اضافة الى عدد من الوزراء والشخصيات المعروفة في الحكم وعسكريين متقاعدين وبطل اولمبي سابق في المبارزة هو روبن ليماردو.