قال قائد قوات "الأفريكوم" إن السلطات التونسية طلبت منه تسخير قوات لتأمين حدودها الغربية مع الجزائر شهرا واحدا عقب زيارة قادت الجنرال وليام وارد إلى تونس أوائل جوان، بدعوة من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، للمشاركة في احتفال القوات الأمريكية بإنزالها بتونس إبان الحرب العالمية الثانية، أي سنة 1942. أكد الجنرال الأمريكي أن "الأفريكوم مستعدة للتنسيق مع تونس ومع دول الساحل ومدها بالدعم اللوجستي والتقني لتأمين حدودها والوقوف إلى جانبها في حربها مع تنظيم القاعدة" وأضاف "الأفريكوم تقف إلى جانب دول الساحل في مطاردتها لمهربي المخدرات وتجار البشر أيضا"، وأكد "حاجة تونس ماسة إلى دعم تقني ولوجيستي كبير"، ولم يُفصح المسؤول الأمريكي عن القيادة الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" عن الأسباب التي دفعت القيادة التونسية إلى التقدم بهذا الطلب للأمريكيين. وتأتي تصريحات الجنرال وارد حول الطلب التونسي يوما واحدا فقط بعد عملية إرهابية قُتل فيها 11 من الدرك والحرس البلدي في تين زاواتين، ويؤشّر التوقيت والتصريح على "إصرار الأمريكيين بأن منطقة الساحل متوترة أمنيا وتشكل تهديدا للسلم في العالم".. ويسعى الأمريكيون من وراء تصعيد الحديث عن توتر الساحل إلى إيجاد مبرر لزرع قيادتهم العسكرية في دولة من دول المغرب العربي. وشكلت الجزائر رأس حربة في "جبهة التصدّي" للإرهاب، وأكدت الجزائر في لقاءات مع المسؤولين الأمريكيين وقيادات دول الساحل عن تمسكها بالتنسيق الأمني والعسكري بين دول المنطقة ورفض أي تدخل خارجي. ولم يصرّح أي مسؤول تونسي بشيء في هذا الباب ولم يكذب خبر مطالبة التونسيين الأمريكيين ب" تأمين " الحدود مع الجزائر. ويُجهل ما إذا كان الأمريكيون يسعون إلى الضغط على تونس لإقناعها باحتضان مقر الأفريكوم التي توجد منذ تأسيسها سنة 2007 في مدينة شتوتغارت الألمانية، حيث تُرابط القوات الأمريكية في قاعدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وزار الجنرال وارد مرتين تونس، الأولى في 2008 والثانية في 28 ماي الماضي، ودامت ثلاثة أيام، التقى خلالها وارد مسؤولين أمنيين تونسيين رفيعي المستوى.