لم تدل الجزائر إلى حد الساعة بأي تصريح رسمي أمام السابقة التي أقبلت عليها تونس في استنجادها ب"أفريكوم" لتأمين حدودها مع الجزائر، ومما يثير الريبة والاستغراب هو أن الجزائر كانت قد ساعدت في السابق تونس وأحبطت عدة محاولات توغل إلى التراب التونسي من قبل جماعات مسلحة كان فيها تونسيون. * ورغم أنها لم تشارك في "اتفاقيات تامنراست" الأمنية الأخيرة فإن تونس كانت على علم بأن الجزائر قد وضعت آليات عسكرية في اجتماع تامنراست بالشراكة مع مالي والنيجر وموريتانيا قصد التصدي في أن واحد إلى المد الإرهابي بالساحل والأطماع الأمريكية بالمنطقة والتي تحاول بواسطة "أفريكوم" أن تضع لها قدما راسخة بالمنطقة على المدى الطويل. * وإن حاولت تونس التستر على سياستها الجديدة مع "أفريكوم" فقد اعترف "وليام وارد" قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا المعروفة ب"أفريكوم"، بتقديم مساعدات عسكرية إلى تونس في إطار ما يعرف بالحرب على الإرهاب وبشأن أبعاد زيارته لتونس، شدّد وارد على "أن تونس شريك مهم في الحرب على الإرهاب"، وقال "نحن نقدم لها مساعدات طلبتها وذلك في تناغم مع إستراتيجية بلادنا السياسية والعسكرية". * واعترف وارد بوجود مخاطر محدقة نتيجة وجود خلايا لتنظيم "القاعدة" بشمال أفريقيا، مشيرا إلى أنه سيقوم أثناء هذه الزيارة بالاستماع إلى ما تقوم به تونس لمكافحة هذه التهديدات، مضيفا في ندوة صحفية بمقر السفارة الأمريكية في تونس: "نعم نحن نتعاون مع الحكومة التونسية ونقدم لها بعض التجهيزات والمساعدات وننسق معها ونستمع إلى ما تقوم به من نشاطات في مواجهة الحركات المتطرفة".