ما زالت الجزائر تستغرب وتندد بالسابقة التي أقدمت عليها تونس في استنجادها ب"أفريكوم" لتأمين حدودها مع الجزائر وكانت على علم بأن الجزائر قد وضعت آليات عسكرية في اجتماع تامنغاست الأخير قصد التصدي في آن واحد إلى المد الإرهابي بالساحل والأطماع الأمريكية بالمنطقة فإن هذا الصنيع التونسي يرجع التعاون المغاربي إلى الصفر وقد اعترف وليام وارد قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا المعروفة ب"أفريكوم"، بتقديم مساعدات عسكرية لتونس في إطار ما يعرف بالحرب على الإرهاب وقال وارد في مؤتمر صحفي عقده بمقر السفارة الأميركية في تونس"نعم نحن نتعاون مع الحكومة التونسية ونقدم لها بعض التجهيزات والمساعدات وننسق معها ونستمع إلى ما تقوم به من نشاطات في مواجهة الحركات المتطرفة"، في إشارة منه إلى تهديدات تنظيم القاعدة بشمال أفريقيا وتعتبر أفريكوم -التي تتخذ من مدينة شتوتغارت الألمانية مقرا لها- واحدة من ست قيادات عسكرية أميركية موحدة جغرافيا ضمن هيكل واحد في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وشهدت تونس بعض الاعتداءات التي يعتقد أن القاعدة تقف وراءها، من ضمنها كنيس الغريبة بجزيرة جربة الذي شهد انفجارا أودى بحياة العديد من السياح الألمان عام 2002 ومن ضمنها كذلك مدينة سليمان التي شهدت مطلع عام 2007 مواجهات لقوات الأمن مع مجموعة من الشبان المسلحين يعتقد أنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة وبشأن أبعاد زيارته لتونس، شدد وارد على "أن تونس شريك مهم في الحرب على الإرهاب"، وقال "نحن نقدم لها مساعدات طلبتها وذلك في تناغم مع إستراتيجية بلادنا السياسية والعسكرية" واعترف وارد بوجود مخاطر محدقة نتيجة وجود خلايا لتنظيم القاعدة بشمال أفريقيا، مشيرا إلى أنه سيقوم أثناء هذه الزيارة بالاستماع إلى ما تقوم به تونس لمكافحة هذه التهديدات وعن المجزرة الإسرائيلية بحق أسطول الحرية، قال "إن الولاياتالمتحدة حزينة لسقوط ضحايا بشرية، والمهم هو معرفة الظروف التي حفت بهذا الحادث المأسوي" على صعيد آخر، نفى وارد وجود أي ثغرات أمنية في تنظيم بطولة كأس العالم بجنوب أفريقيا، قائلا "إن حكومة جنوب أفريقيا لديها إمكانيات عالية تجعلها قادرة على حماية نفسها من تهديدات القاعدة، وهي تعمل بالتنسيق مع العديد من الدول الغربية لمواجهة هذه التهديدات" وفيما يتعلق بموضوع العقوبات المسلطة على إيران وهل هناك نية لتوجيه ضربة استباقية ضدها لثنيها عن برنامجها النووي، رفض وارد الإجابة عن هذا السؤال، مبررا ذلك بجهله بالموضوع باعتباره "ليس مسؤولا عن هذا الملف.