رحبت جبهة التغيير بمبادرة جبهة التحرير الوطني، بعد الزيارة التي قادت أمس وفدا ممثلا عن الأمين العام للأفلان، عمار سعيداني، لمقر الجبهة، في إطار شرح المبادرة والدعوى لها. قالت جبهة التغيير أن المبادرة تأتي في سياق موقفها الذي طالما رحب بكل أشكال التوافق والحوار، كما أكدت أنها لا تتلقى الأوامر من أي حزب، في إشارة إلى المعارضة التي جددت تحذيرها وتهديدها بإقصاء كل حزب ينخرط في هذا المسعى. استغلت جبهة التحرير الوطني سوء التفاهم بين قادة تنسيقية الانتقال الديمقراطي ورئيسي حزب جبهة التغيير، وحركة البناء، وقامت أمس بإيفاد وفد، لزيارة ولقاء عبد المجيد مناصرة ومصطفى بالمهدي على التوالي، لشرح المبادرة، والدعوة للانضمام لها، وتأتي هذه الزيارة بعد البيان الأخير للتنسيقية، الذي تضمن تحذيرات واضحة لمناصرة وبالمهدي، بعد أن استفزت الاتصالات واللقاءات الكثيرة، التي جرت بين الحزبين والأفلان، قادة المعارضة، الذين طلبوا منهما بوضوح، اختيار طرف واحد، سواء المعارضة أو الموالاة، والتوقف عن اللعب على وترين، وسوء التفاهم هذا كان واضحا بعد تغيب جبهة التغيير عن الإجماع الأخير لهيئة التشاور والمتابعة، الأسبوع الماضي بمقر حركة البناء، وفي اتصال هاتفي مع الجزائر الجديدة قال مصدر من التنسيقية أنه يتوقع من جبهة التغيير الإعلان عن انسحابها من المعارضة، وفي حالة العكس ستقرر هيئة التشاور والمتابعة في اجتماع قريب مصير الحزب، وذلك في حال استمرار الاتصالات بين الطرفين أو قبول الانضمام للموالاة، من جهته مصطفى بالمهدي اتصل بقادة المعارضة وأطلعهم على طلب الأفلان حول زيارة الوفد لمقر الحركة، وقال المصدر أن بلمهدي قال في اتصاله أنه لم يستطع رفض اللقاء ولكنه متمسك بالمعارضة. وبخصوص اللقاء الذي جمع عبد المجيد مناصرة ووفد عن الأفلان، قال المكلف بالإعلام على مستوى جبهة التغيير، للجزائر الجديدة، أنه كان لقاءا لدراسة ومناقشة جوانب المبادرة، التي تصب في سياق مبدأ الجبهة الرامي لقبول كل أشكال الحوار والتوافق، كما رحب مناصرة بالمبادرة التي قال أنه سجل فيها بعض النقائص، وحول موقف قادة المعارضة قال المكلف بالإعلام أن الجبهة حرة في تصرفاتها، ولا تتلقى أوامرها من أي حزب، مبديا تمسك الجبهة بالمعارضة في وقت لا تجد فيه حرجا في قبول مبادرة سعيداني التي ترفضها التنسيقية جملة وتفصيلا، ولعل الأيام المقبلة ستجيب عن مدى نجاح سعيداني، في تفكيك التنسيقية التي فقدت الكثير من أعضائها حتى الآن.