خلال استقباله من طرف الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، ليقدم له أوراق اعتماده سفيرا جديدا لبلده بالجزائر، ظهر السفير الغاني بلباس تقليدي محلي، أثار تعاليق كثيرة، كون نصف جسده كان عاريا، كما لو أن الرجل دخل حماما تركيا وليس مكتب رئيس دولة. قد يقول قائل إن الأمر يتعدى مسائل بروتوكولية، ويتعلق بعادات وتقاليد بلد، يجب احترامها دون أي تعليق. نقول (ok)، ولكن: ينبغي أن نتخذ نحن الجزائريون من هذه الصورة درسا، لأن سفير دولة غانا نبهنا بأمر في غاية الأهمية، أمر ينبغي أن يقتدي به ممثلو الجزائر في المحافل الدولية من وزراء وسفراء ومبعوثين خاصين. ينبغي أن يتعلم هؤلاء أن احترام الجزائر من طرف الآخرين هم من يفرضها في تعاملهم معهم، ولن يتحقق لهم ذلك إلا إذا كانوا جزائريين في كل شيء، وأول هذه الأشياء التي ينبغي الحرص عليها في تمثيل الجزائر بالخارج، هي الحديث بلغة الجزائر المعترف بها لغة رسمية للبلد في الدستور، وهي اللغة العربية. هل يعقل أن يبحث وزير جزائري أو سفير في بلد ما، أو مبعوث خاص في مناسبة ما عن الاحترام من طرف الآخر وهو يخاطبه بلغة فرنسا، في وقت يعلم هذا الآخر أن لغة الجزائريين هي العربية! ما فعله السفير الغاني الجديد في الجزائر هو سلوك واجب الاحترام، وينبغي أن نشكره لأنه لقن المسؤولين الجزائريين درسا بليغا في موضوع الاحترام.