قرأت ما يفيد أن مفتي السعودية، أصدر فتوى تقضي بتحريم لعبة الشطرنج، لأنها "مضيعة للوقت" و"منفقة للمال" و"سبب للعداوة بين اللاعبين". ثلاثة أسباب "حجج" بنى عليها فضيلة المفتي، فتواه التي تحرم اللعبة (وأنا هنا لا أدافع عن الشطرنج، ولا أناقش فضيلة الشيخ في فتواه)، إنما أتطرق إلى الموضوع، لأنني وجدت في الأسباب التي بنى عليها فتوى التحريم، ما يلفت الانتباه ويتطلب المعالجة. قول المفتي، إن اللعبة محرمة لكونها "مضيعة للوقت"، هذا كلام ينطبق أيضا على شخص فضيلته الذي كان ينبغي أن يتفرغ للبحث والاجتهاد في إيجاد حلول لأمهات القضايا التي تفتك بالأمة الإسلامية، وتعد حكومة السعودية طرفا فيها، بدل أن "يضيع وقته" في البحث عن أسباب تحريم لعبة! أما حجته الثانية المتعلقة بكون اللعبة "مُنفِقة للمال"، فهذه أيضا تنطبق على الحكومة السعودية التي تنفق أموالا طائلة في محاربة فقراء اليمن، وتتحالف مع الغرب الكافر ضد دول إسلامية بحجج واهية، مثلما هوالحال بالنسبة لتحالفها مع أمريكا ضد إيران. ثم الحجة الثالثة التي تقول إن لعبة الشطرنج محرمة لأنها "تسبب العداوة بين اللاعبين"، وهي كذلك تنطبق على حكومة السعودية التي تسلك سلوكا يساعد على انتشار العداوة بين الدول الإسلامية، فهل تنطبق فتوى الشيخ الخاصة بالشطرنج على الحكومة السعودية؟