رغم كل ما يقال في الجلسات والتصريحات الرسمية، تظل الجزائر بالنسبة لفرنسا مجرد منطقة نفوذ حيوي خالص لها ولمنتجاتها، واسألوا إن شئتم المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال الذي قطع الشك باليقين عندما أعلن أن بلاده لا تجد حرجا في الانحياز لمشروع العاهل المغربي محمد السادس القاضي بالحكم الذاتي كحل لنزاع الصحراء الغربية. فرنسا تعرف قبل غيرها من الدول أن حكاية الحكم الذاتي، لعبة تناقض موقف الجزائر من القضية، وأقصى ما يمكن أن يقدمه هذا المقترح المغربي الثابت، هو إطالة النزاع كما يريد "صديقنا الملك"، ومع ذلك تراهن على المقترح وتتحدث عن توازن العلاقات الجزائرية الفرنسية! الموقف الفرنسي من القضية الصحراوية، لا يحمل جديدا ولن يكون حاملا لأي جديد، في ظل استمرار عوامل احتفاظها بمصالحها في الجزائر، وفي ظل قناعة الجزائر بالإبقاء عليها منطقة نفوذ فرنسي حيوي دون أي شرط. فرنسا لا تحتاج من الجزائر أكثر من الإبقاء عليها مجرد "بازار" لمنتجاتها وسوقا مفتوحة لسلعها الكاسدة، وهذه الرغبة تظل محفوظة بدون أدنى جهد، لذلك فهي تمارس البزنسة مع الجزائر، وتمارس السياسة مع "صديقنا الملك" في المغرب.