تزامن تحقيق الاتحاد الدولي للصحفيين المحققين حول أكبر فضيحة فساد دولية تتعلق بالتهرب الضريبي، التي ورد فيها اسم وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، وشملت أيضا رؤساء دول وحكومات ومسؤولين كبار في العالم، مع الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، إلى الجزائر في إطار اللجنة العليا بين الجزائروفرنسا يومي 09 و10 أفريل الجاري، إذ أسهبت وسائل إعلام فرنسية في تركيز اهتمامها على الجزائر بسبب "اسم بوشوارب". وركزت يومية لومند الفرنسية التي نشرت وثائق تخص الفضيحة، أشارت إلى امتلاك وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب شركة وهمية بدولة بنما، تحمل اسم "روايال أريفال كلوب"، اهتمامها على الوزير الجزائري وأسماء جزائريين آخرين، بينهم فريد بجاوي المتهم في قضية سيابام – سونطراك، ونشرت صورة للرئيس بوتفليقة في صفحتها الأولى، في عدد أول أمس، رفقة رؤساء دول أخرى، رغم عدم ورود اسم الرئيس بوتفليقة في الفضيحة الدولية، ثم اعتذرت عن ظهور صورة الرئيس وصورة شكيب خليل في اليوم الموالي. بالمقابل لم تعر الصحيفة نفس الاهتمام لورود أسماء فرنسيين في الفضيحة، بينهم المترشح السابق لرئاسة الفيفا، ميشال بلاتيني ووزير الخزينة الأسبق جيروم كاوزاك أو أقرباء لزعيمة اليمين الفرنسي مارين لوبان. وفي محاولة لتبرير نشر صورة بوتفليقة، بعدما أوحت الصحفية الفرنسية أنها وظفت القضية سياسيا، نشرت توضيحا أمس، قالت فيه ان "عكس ما قد يوحيه نشر صورة الرئيس الجزائري في الصفحة الأولى لعدد أمس (أول أمس) الذي تطرق لنشر وثائق فضيحة وثائق بنما، فان اسم الرئيس الجزائري لم يرد فيها، بل مقربون منه تحوم الشكوك حولهم". ونشرت إذاعة فرنسا الدولية مقالا على موقعها الالكتروني، بعنوان "كيف تأتي فضيحة وثائق بنما مع زيارة مانويل فالس الى الجزائر"، تناول ورود اسم عبد السلام بوشوارب في فضيحة الفساد الدولية. وكتب ريمي سولمون في المقال أن "مانويل فالس خلال زيارته إلى الجزائر يجب عليه حتما مصافحة الوزير بوشوارب المذكور في فضيحة وثائق بنما" وذكر أن "وزير الصناعة الجزائري يعتبر شريكا لا غنى عنه لفرنسا التي تنافس الصين عن صدارة الموردين للجزائر، ومعه تقوم مؤسسات فرنسية مثل"رونو" و"بيجو" بمحادثات لانجاز مشاريع في الجزائر". وتعكس طريقة تناول الإعلام الفرنسي للجزائر مؤخرا، تغير نبرة الحديث عن الجزائر في الخارج بعدما كانت توصف بعبارات مداهنة مثل "القوة الإقليمية"، وذلك بعد أزمة انهيار أسعار النفط وفقدان الجزائر نصف مداخيلها، وكانت وسائل إعلام فرنسية رسمت مؤخرا صورة سوداء عن الجزائر، مثل صحيفتي "لوبوان" و"لوفيغارو" اللتان أبدتا "تخوفا من ضياع مصالح فرنسابالجزائر بسبب الأزمة المالية وان تؤدي هذه الأزمة لموجة هجرة جديدة، تضاعف متاعب فرنسا".