تم أمس، تدشين "أوبرا الجزائر"، بتنظيم حفل فني كبير أحيته الأوركسترا السيمفونية الوطنية، بحضور عدد معتبر من الرسميين والديبلوماسيين يتقدمهم الوزير الأول عبد المالك سلال. فبعد تصريحات مختلفة لسنوات، انتهى مشروع "أوبرا الجزائر" ورأى النور أخيرا، وستدخل هذه الأخيرة حيز الخدمة لتحتضن الحفلات الكبرى، لتكون صرحا كبيرا يضاف إلى قائمة المعالم الثقافية الكبرى بالجزائر. ويعد هذا الصرح الثقافي هبة من الصين للجزائر، والتي تمخضت عن الزيارة التي قادت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى دولة الصين في سنة 2006، وتم إنجاز هذا الصرح الثقافي الهام على أرضية تقدر مساحتها ب18 ألف متر مربع بأولاد فايت، وتتسع إلى 1400 مقعد. وقد سبق أن وضع حجر أساس تشييد هذا المعلم الثقافي الجديد سنة 2012، ويقدر هذا المشروع الذي هو هبة من الصين للجزائر ب 30 مليون أورو. ما يعادل مليار دينار، بمختلف مراحلها الثلاثة، أين تكفلت دولة الصين بإنجاز وتجهيز هذه الأوبرا، وتشمل الهبة تكاليف دراسة المشروع والإنجاز والتجهيز التي تتكفل بها الشركة الصينية "مجموعة البناء لبيجين" -التي تعد من أهم شركات البناء في بلادها-حيث قامت بإنجاز ملعب بكين الشهير "عش العصفور" ومبنى "أوبرا بكين"، في حين قام الجانب الجزائري بإنجاز أشغال تهيئة الأرضية التي تتربع على مساحة 1800 متر مربع. ومن المتوقع أن تستقبل قاعة عرض "الأوبرا" التي يوجد مقرها بأولاد فايت (الضاحية الغربية للجزائر العاصمة) ما لا يقل عن 1400 شخص، وتم التطرق خلال هذا الجلسة إلى مختلف التبادلات والتعاون الثقافي الذي يجمع بين أوبرا الجزائروبكين. وكان وزير الثقافة عدد الدين ميهوبي، قد أعلن قبل ثلاثة أيام عبر صفحته في الفايسبوك، عن افتتاح "أوبرا الجزائر"، في حفل تدشين رسمي يتضمن "عروضًا فنية وموسيقية راقية". وأوضح ميهوبي، أن هذا الصرح الثقافي الذي يعود فيه الفضل لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، راعي الثقافة والإبداع في الجزائر، سيكون بمثابة الجسر الثقافي المفتوح على العالم. وبحسب الوزير، فإن الاستلام الرمزي لأوبرا الجزائر تم قبل أسابيع من يد سفير جمهورية الصين الشعبية، بعد أن أصبحت جاهزة للعمل، علمًا أن الأوبرا هي هدية من الصين للجزائر، وهي تتويج لعلاقات صداقة متينة. وانطلاقًا من هذا الاعتبار، قامت فرقة الرقص الصينية، بإحياء ثاني حفل بالافتتاح بعنوان "البدر فوق جبل هولان" بعد الأوركسترا السيمفونية الوطنية. وتحملت الحكومة الصينية تكلفة بناء "أوبرا الجزائر" بالكامل، كهدية منها للجزائر في ذكرى مرور نصف قرن على استقلالها قبل 4 سنوات، وهي متأخرة عن موعد تسليمها بنحو عام. ويضم هذا القطب الثقافي أول دار أوبرا في المغرب العربي والخامسة عربيا بعد دار الأوبرا المصرية والسورية، والأوبرا السلطانية في مسقط، وأوبرا دبي، وهي تتسع ل1400 شخص وصالة تمرينات لرقص الباليه وقاعات لعزف البيانو ومكاتب، بالإضافة لموقفين للسيارات والعديد من المرافق الأخرى. وتتميز "الأوبرا" بتصميم عصري، وببهوها الرخامي الرحب وسلالمها الدائرية، كما أنها تضم طابقين واسعين جدا سيتيحان للضيوف إمكانية المشاهدة الجيدة للعروض على الخشبة.