افتتحت فعاليات الصالون الدولي للكتاب في دورته 21 بقصر المعارض الصنوبر البحري "سافكس"، حيث فتح أبوابه للجمهور العريض لزيارة الأجنحة بما فيها الرواق المخصص لمصر ضيف شرف الطبعة الذي يتزين بباقة من الإصدارات. وقد لقي جناح مصر، اهتماما ملحوظا من قبل الزوار الذين تجمعوا على بعض دور النشر المصرية المعروفة خاصة تلك المتخصصة في الكتب المدرسية وشبه المدرسية. وستسجل مصر مشاركتها من خلال قرابة مائة ناشر وتنظيم لقاء حول الثقافة والأدب المصري تكريما للأديب المصري الراحل نجيب محفوظ صاحب جائزة نوبل للأدب لسنة 1988، وذلك بعد مرور عشر سنوات على وفاته. بمجرّد الدخول حيث العارضين، تظهر الأروقة المكتظة بالزوار الذين بدؤوا بالتوافد منذ الساعة الأولى للافتتاح إلى الجناح المركزي، باعتباره المركز الأكثر لفتا للانتباه، كما تجول هؤلاء بين أجنحة الناشرين المتخصصين في الكتب العلمية والقواميس والكتب شبه المدرسية. عناوين مختلفة، لدور النشر الجزائرية والفرنسية التي عرفت بدورها اهتماما من قبل الزوار الذين يبحثون عن العناوين الملفتة، منها ما كان متواجدا السنة الماضية، ومنها ما هو إصدار جديد، هذه الإصدارات التي تعتبر نافذة على ثقافات وإبداعات من بيئات أخرى مختلفة ولو كانت قريبة جغرافيا. دول متنوعة، متواجدة كالصين، تركيا، مصر، روسيا، تونس، الهند، وهذا ما يسمح برحلة دون تذكرة عبر صفحات الكتب. يتنوع الجناح المركزي بمختلف دور النشر، تتصدرها الجزائرية، فينفرد ديوان المطبوعات الجامعية بإصدار جديد يتمثل في أول قاموس طبي جزائري مصوّر (عربي-فرنسي، فرنسي-عربي)، بالإضافة إلى رفوف حسب الاختصاص كالرياضيات، الأدب، الفيزياء، وغيرها. ويحمل جناح المحافظة السامية للأمازيغية 36 عنوانا جديدا، ومجموعة من الإصدارات بعض منها كان عن طريق الشراكة مع عدة هيئات ومؤسسات كوزارة الثقافة و"أنيب"، وديوان المطبوعات الجامعية، على غرار "يوغرطة"، "طاسيليا" وهو ديوان شعري لوزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي تُرجم مؤخرا للأمازيغية، وكذا "القلاع المتآكلة" للكاتب محمد ساري. من جهته يعرض رواق وزارة الثقافة عناوين خاصة بفعاليات ثقافية سجلت حضورها في تاريخ الثقافة الجزائرية في السنوات الأخيرة، ك"الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية". وتعرض وزارة الشؤون الدينية في رواقها قطعة حجرية قديمة كانت تُستعمل لطباعة المصحف، وعناوين جديدة ك"نفحات الرحمان في رياض القرآن"، بالإضافة إلى نسخة من القرآن طبعت سنة 1937. أما الوكالة الوطنية للنشر والإشهار "أنيب"، فتشارك ب42 عنوان جديد باللغتين العربية والفرنسية متنوعة بين التاريخ وكتب الأطفال، والرواية. فيما يستعرض الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة "أوندا"، علب أسطوانات لأعمدة الفن الجزائري من بينهم محمد العنقى، دحمان الحراشي، وبوجمعة العنقيس. وتتزيّن واجهة المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية "إيناك" بإصدارات الروائي واسيني الأعرج منها "نساء كازانوفا"، "2084 حكاية العربي الجديد"، "طوق الياسمين"، وكذا الأعمال الكاملة للراحل أحمد رضا حوحو. يُذكر أنه يشارك في الطبعة ال21 التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 5 نوفمبر المقبل أكثر من 290 ناشرا جزائريا و671 عارضا أجنبيا يمثلون 50 بلدا، احتفاء بالأدب من خلال برنامج ثري من اللقاءات والندوات الأدبية. وكان الوزير الأول عبد المالك سلال قد أشرف مساء الأربعاء الماضي على الافتتاح الرسمي للصالون بحضور عدد من الوزراء. ويسعى القائمون على فعاليات هذه التظاهرة الثقافية لاستقبال أكثر من 1.5 مليون زائر وهي النسبة التي تمّ تسجيلها السنة الماضية.