دعا الوزير الأوّل عبد المالك سلال أمس، الناشرين الجزائريين إلى خلق قنوات لتسويق الكتاب الجزائري نحو الخارج، مشيرا إلى أنّ بعض دور النشر حققت خطوات معتبرة في هذا السياق، لكن يبقى الكثير للقيام به، مضيفا أنّ المخرج الوحيد للجزائر في ظلّ الأزمة الاقتصادية الحالية هو التوجّه نحو الاقتصاد الرقمي والمعرفي والعمل على التحكّم فيه، مجدّدا دعوته للقائمين على صناعة الكتاب والمشاركين في معرض الجزائر الدولي للتركيز على العلوم التكنولوجية والعلمية. الوزير الأوّل، وهو يشرف على انطلاق الدورة الواحدة والعشرين لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، أكّد في تصريح على الهامش، أنّ الاتّجاه نحو الاقتصاد الرقمي والتحكّم في علومه، يسمح بربط الحداثة والتكوين، وهو الشيء الممكن بفضل الكفاءات الجزائرية التي أكّد على توفّرها في ظل وجود أزيد من 1,5 مليون طالب جامعي، والعديد من الخبراء الجامعيين والأساتذة الباحثين، خاصة أنّ الجزائر لها الكثير من المؤهلات والإطارات الكفؤة بالخارج. وأضاف أنه «لا يمكن الاتكال على البترول أوالصناعة أوالزرارعة فقط، بل يجب التوجه صوب الاقتصاد الرقمي المبني على المعرفة». السيد عبد المالك سلال طاف بمختلف أجنحة المعرض في دورته الواحدة والعشرين، وكان مرفوقا برئيس الوزراء النيجري بريجي رافيني الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر، وعدد من الوزراء والسفراء المعتمدين بالجزائر، وأوّل جناح وقف عنده هو الخاص بالمحافظة السامية للأمازيغية، حيث تلقى شروحات من الأمين العام سي الهاشمي عصاد عن مجال النشر في الهيئة، وفي هذا الصدد أشار إلى صدور 36 عنوانا جديدا في صيغة النشر المشترك. ليعرّج الوزير الأوّل بعدها على جناح المجلس الأعلى للغة العربية، حيث قدّمت له نبذة عن إصدارات المجلس والتصوّر الجديد لوظائفه في ظلّ الدستور الجديد قبل أن يهدى له «الدليل الوظيفي في المعلوماتية» باللغات الثلاث العربية، الفرنسية والانجليزية، ليتجه بعدها إلى جناح وزارة الثقافة الذي يضمّ كافة المؤسسات التابعة للوزارة التي تعنى بالكتاب والبحث على غرار المكتبة الوطنية الجزائرية، المركز الوطني للكتاب وغيرهما، وأيضا جناح مركز البحث في الانتروبولوجيا الاجتماعية. ومن منطلق اختيار مصر ضيف شرف هذه الدورة، زار السيد سلال الجناح المصري الذي يتوسّط الجناح المركزي، وفيه استمع إلى أهم ما يميّز النشر في أرض الكنانة إذ تحضر وزارة الثقافة المصرية لمختلف هيئاتها بألف عنوان في شتى مشارب الفكر والأدب، ناهيك عن برنامج ثقافي وفني يومي طوال فترة المعرض الممتدة إلى الخامس نوفمبر الداخل. المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية كان لها نصيب من زيارة الوزير الأول شإنها في ذلك شأن المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار، وديوان المطبوعات الجامعية حيث قدّم له القاموس الطبي المصوّر (100 بالمائة) الجزائري، ليدعو بالمناسبة إلى مواكبة التطوّرات العلمية والمعرفية في العالم وتقديم كل ما هو جديد، إلى جانب ترقية وتعزيز مكانة «ثمازيغت» في برامج النشر. وب«دار الحكمة»، دعا السيد لسلال إلى الانفتاح أكثر على العالم من خلال إيجاد سبل لتسويق الكتاب الجزائري كما وكيفا، ليتطرّق بدار «الأمة» إلى جهود الدولة في وضع أسس واضحة لصناعة الكتاب وتطويرها، مركزا لدى زيارته للجناح البلجيكي على ضرورة تثمين الكتاب الجامعي خاصة العلمي منه، في العلوم الدقيقة، التقنية، الفيزيائية والكيميائية وغيرها، وأشار على ضرورة أن يتم توأمة الكتاب الرقمي بالكتاب الورقي مع توفير خدمة التحيين. السيد سلال توقّف عند ما تقترحه عدة دور نشر على القارئ الجزائري، وفي هذا الشأن زار جناح دار «المدى» العراقية، واتحاد الناشرين التونسيين ودار «إفريقيا الشرق» للطباعة والنشر، دار «المسيرة» الأردنية، المكتبة الشرقية، وزارة الثقافة الإيرانية حيث استفسر عن مؤسسة صيانة الكتب، إلى جانب دار «الهدى»، دار «القصبة»، أيليبس»، المعهد الثقافي الفرنسي، الصين، روسيا، المعهد الثقافي الايطالي، المعهد الثقافي الإسباني سرفانتس، الصحراء الغربية، اليابان، فلسطين والولايات المتحدةالأمريكية، حيث اطلع على أهم ما يميّز نشاط السفارة الأمريكية خلال المعرض من محاضرات ونشاطات تربوية. كما زار الوزير الأوّل جناح مؤسسة الأمير عبد القادر، «بريتيش كونسل» حيث شدّد على وجوب التفتّح على اللغات من بينها الانجليزية، وأيضا دار «كوكب العلوم»، دار «نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، دار «الحوار»، دار «التوفيقية» المختصة في الكتاب الديني، ودار «الأجواد» حيث قدّم له كتاب فاخر عن السيرة المحمدية، ليدعو إلى التنويع في الكتب المعروضة. وعلى أنغام الزرنة العاصمية، دخل الوزير الأوّل إلى جناح العرض الخاص بالأطفال، حيث تعرض جميع الكتب الموجّهة للطفل شبه المدرسية منها أو البيداغوجية والتعليمية، وبعد أن استعرضت أمامه بعض المعلومات والشروحات، فضّل التوجّه نحو جناح «قورارة» المخصّص ل«روح باناف» الذي سيستضيف طوال أيام المعرض لقاءات وموائد مستديرة تخصّص للأدب الإفريقي بكلّ مظاهره الإبداعية، ليزور في ختام جولته معرض الجزائر الدولي معرضا للمنمنمات والخط العربي الذي أراد المتحف الوطني للزخرفة، المنمنمات والخط العربي أن يكون سفيره إلى مخيلة متذوقي التفرّد والإبداع. للإشارة، تميّز اليوم الافتتاحي لهذه التظاهرة السنوية التي عرفت العديد من النقائص في الدورات السابقة، التنظيم المحكم، حيث اختفت مظاهر الفوضى في الأجنحة بعد أن حرصت محافظة المعرض على الاحترام الكامل للقانون الداخلي، وبالرغم من تقليص ميزانية المعرض بأكثر من 50 بالمائة، إلا أنّ ذلك مبدئيا لم يؤثر على انطلاقة المعرض.