رمضان 2017 .. حصيلة تختتم بمتجر مجاني لتوزيع كسوة العيد هي واحدة من أنشط الجمعيات القائمة بالجزائر ، نشرت فروعها في كلّ مكان لزرع بذور الخير أينما تواجدت ، قوامها محسنون و سواعد شباب ينشطون بعيدا عن الأضواء ، تنوّعت أبواب الخير فيها و لكن الهدف يبقى واحدا ، تثقيل ميزان الحسنات و مضاعفة الجهود لإدخال الفرحة على قلوب المحتاجين و المعوزّين . هي جمعية حراء التي كرّست جهودها على مدار ما يقارب ثلاث عقود من الزمن ، لتضاعفها في شهر الخير . " الجزائر الجديدة " تقف في زيارة قادتها إلى جمعية " حراء " على حصيلتها في رمضان 2017 . روبرتاج : مريم والي تأسست جمعية " حراء " الأمّ ذات الطابع الخيري سنة 1989 بالمرادية في قلب العاصمة ، على يد رئيسها بومهدي محمد ، لها 11 فرعا بالعاصمة ، يجتمع رؤساؤها كل شهر من أجل تقديم حصيلة الشهر عن نشاطات الجمعية . و تعدُ جمعية " حراء " براقي لرئيسها الياس بوعيشة، واحدة من الفروع العاصمية الناشطة على الميدان رغم انعدام الدعم الحكومي لها ، إذ تمكنت من كسب ثقة متبرعين و محسنين دعّموا فتح أبوابها للوقف الخيري ، و على غرار ما تقوم به " حراء " براقي من أفعال خيرية على مدار السنة ، كان لنا لقاء بمقرّ الجمعية مع عدد من أعضائها الناشطين ، أين صبّ حديثنا و نحن على أبواب اختتام الشهر الفضيل ، على مجهودات الجمعية و نشاطاتها طيلة رمضان 2017 . مطاعم الرحمة .. موائد رمضانية بنكهة عائلية يعدُ مطعم الرحمة ، أهم أنشطة الجمعيات في شهر الصيام ، و في هذا يتحدث مدير المطعم بجمعية حراء براقي " سيف الدين قادري" عن تسارع خطوات متطوّعين و محسنين لخدمة مطعمهم في شهر الرحمة قبل دخوله على المسلمين " : " طلبة جامعيون ، متطوّعون من أبناء الحي و آخرون من الكشافة الإسلامية ، و حتى شباب من المسجد ، الكلّ يسارع قبل افتتاح مطعم " الرحمة " ليحجز مكانه فيه قبل رمضان ، و تقديم يدّ العون بشتّى الوسائل من أجل كسب ثواب إطعام عابر السبيل ، عددهم الهائل أعجز " حراء " على استيعابهم جميعا بشكل يومي ، فتحتّم على الجمعية تقسيمهم إلى أفواج بهدف إشراكهم جميعا في كسب الأجر المضاعف "، و في هذا الشهر الفضيل تمكنت حراء براقي بفتحها مطعمين لعابري السبيل، و بفضل تضافر الجهود من تقديم أزيد من 250 وجبة ساخنة يوميا ، على غرار ما يقارب 100 وجبة يطلبها أصحابها خارج المطعم ، و كل هذا بفضل جهود شباب الأفواج ، الذين يحوّلون المطعم قبل آذان المغرب و بعد الإفطار إلى ما يشبه خلية نحل ناشطة تصنع في الأخير مذاقا حلوا، الكل هنا يعمل بتفاني لتقديم مائدة رمضانية تحسس عابر السبيل بنكهة شهر الصيام في جوّ عائلي " . طباخو أعراس سخّروا جهودهم لإطعام عابري السبيل حديثنا عن مطاعم الرحمة ، يقودنا حتما إلى الحديث عن موائده التي تستقبل بشكل يومي المئات من عابري السبيل ، بما فيهم جزائريون معوّزون و أفارقة . دخلنا مطبخ الجمعية من أجل التعرّف على الواقفين على تلوين المائدة الرمضانية بأطباق تقليدية و أخرى عصرية ، فمائدة رمضان لدى جمعية " حراء " براقي لم تخلو من طبق" الشربة " ،" البوراك "، " السلطة " ،" طاجين الزيتون " ، " لحم لحلو " ، " الكباب " و غيرها من الأطباق المعروفة لدى عامة الجزائريين في شهر الصيام . دخلنا مطبخ الجمعية الذي فتحه لهم صاحب قاعة للحفلات ببراقي ، فوجدناهم منهمكون بإعداد وجبة الفطور ، ما أثار إنتباهنا بالمطبخ تواجد ثلاث طباخي أعراس من عائلة واحدة ، سخّروا جهودهم لخدمة عابر السبيل في شهر رمضان . خالتي " نصيرة " ، ابنها " عبد اللطيف " و شقيقتها " الغالية " ، عكفوا على مدار ثلاث سنوات خلت على خدمة مطعم " حراء " ، فبمجرّد سماعهم بحاجة الجمعية لخدمتهم ، لبّوا ندائها في سبيل كسب الأجر و الثواب ، و لم يمنع المرض الشقيقتين و هما سيدتان في عقدهما السادس من العمر، من دخول المطبخ في فصل الحرّ ، و العمل على تنويع مائدة عابر السبيل تحت إشراف الإبن " عبد اللطيف " ، الذي تعلّم فنّ الطبخ على يد والدته قبل أن يصير مرافقها في الطبخ للأفراح و المناسبات ، بما فيها الطبخ للجنازات بالمجان . و على غرار ما يتم تحضيره من أطباق إفطار الصائم، يعكف طباخو الجمعية على إعداد " المسفوف " لوجبة " السحور " لكل عابر سبيل ، تقول الشقيقتان " رغم التعب إلا أننا نستمد قوتنا بدعوة خير ، و يكفينا كسب الحسنة المضاعفة في شهر الخير و البركات " . قفة شهرية و توزيع 400 قفة في رمضان 2017 من مداخل الخير في شهر الخير ، إيلاء جمعية " حراء " أهمية لقفة المعوزين من أصحاب الدخل الضعيف و الأرامل و المطلقات ، و تدخل " القفة " ضمن النشاطات السنوية للجمعية دون أن ترتبط فقط بشهر رمضان الكريم ، فكيف تمكّنت الجمعية من تحقيق هذا المشروع دون دعم حكومي ؟ في هذا يوضح لنا مسؤول المالية ب " حراء " عبد الفتاح كرمي: " تضع الجمعية على مدار السنة قففا للمتبرعين بمحلات بيع المواد الغذائية ، ما يجعل الدعم هنا قائما من طرف زبائن المحلات ، و لو بلتر زيت أو كيلوغرام سكر ، و يعدُ هذا المصدر الرئيسي للقفة ، فالبعض و القليل يعني للجمعية الكثير ، و بفضل هذا تمكنا من تخصيص قفف شهرية للمحتاجين ،على غرار ما نوّزعه من قفف رمضانية في كل سنة منذ تأسيس فرع براقي سنة 2008 ، و خلال السنة الماضية من رمضان 2016 ، تمكنا من توزيع 507 قفة رمضانية ، تحوي إلى جانب مواد غذائية ظرفا ماليا بقيمة 2000 دج ، أما في رمضان 2017 ، فقمنا بتوزيع أزيد من 400 قفة رمضانية ، و لا ننكر أن أيادي الإحسان ساعدت الجمعية بشكل كبير في ملأ القفة ، ففي أحيان كثيرة تصلنا مساعدات في السرّ ، يأبى أصحابها الكشف عن هويتهم " . متجر بالمجّان و مشاركة اليتامى فرحة العيد " إختر لباسك و تبضّع دون أن تدفع " هو ما ينطبق على مبادرة جميلة نادرا ما نصادفها في المجتمع المدني ، عكفت " حراء " في مشروعها " كسوة العيد " تحت مسؤولية محمد قادري ،على إقامتها خلال السنوات الأخيرة ، و حسب مسؤول الإدارة و الإعلام نور الدين خياط ، فإن من مشاريع الجمعية تخصيص متجر مجاني لليتامى و المحتاجين من أجل مشاركتهم فرحة العيد و إدخالها على قلوبهم ، و انطلقت على بعد أسبوع من نهاية رمضان المبادرة التي لقت استحسانا كبيرا من طرف العائلات المحتاجة و تفاعلا من طرف محسنين ، و تمكنت الجمعية في ظرف خمسة أيام من توزيع 400 كسوة عيد على الأطفال بهدف إدخال الفرحة على قلوبهم ، يدخلون المتجر و يختارون ما يروق لهم من ألبسة و أحذية بمساعدة أصحاب محلات يساعدونهم في الاختيار و يعاملونهم معاملة تواجدهم في محلات البيع الخاصة ، و يمضي أولياء الأطفال في سرية دون أن يدفعوا، و تستدعي الجمعية المستفيدين بعد إعداد قائمة أسماء حسب الأولويات " . و يقول خياط مسؤول الإدارة و الإعلام " إن الجانب الإعلامي يلعب دورا كبيرا في إقناع الناس و الوقوف على مشاريع الجمعية ، و لهذا نعمل على وضع ملصقات في الشوارع و نفتح مكتب مداومة للجمعية ، كما نجمع صور نشاطات جمعية في ألبوم صور ، بهدف إقناع الناس بالعمل الخيري، على غرار ما ننشره على صفحتنا بموقع التواصل الإجتماعي فايسبوك " . توزيع أضاحي العيد تزامنا مع وقفة عرفة العمل الخيري ل " حراء " دؤوب على مدار السنة ، بفضل محسنين و متبرّعين ، الكل يساهم بما استطاع من أجل تقديم يد العون للجمعية و تمكينها من زرع بذور الخير ، فبين من يسخّر قاعته لمطعم الرحمة و مطبخ قاعة الحفلات لإعداد الوجبات ، و بين من يفتح مستودعه لتوزيع " كسوة " العيد ، محسنون آخروا ارتبطوا بالعمل الخيري للجمعية ، مثل صاحب مخبزة ببراقي ، شاء أن يزوّد مطعم الرحمة بسلة الخبز كل سنة ، إلى جانب من يتبرع بماله و من يسخّر نقله و عتاده للجمعية . و من بين مشاريع" حراء " براقي ، مشروع " نسيم الخير للعتاد الطبي " ، تقوم فيه الجمعية بشراء عتاد طبي و إعارته للمرضى ، على أن يعيدوه بعد قضاء حاجتهم منه ، إلى جانب مشروع " حملة التبرع بالدم " ، التي تخرج أعضاء الجمعية إلى الشارع من أجل جمعه ، ثمّ تسليمه للمستشفيات مع حفظ أرقام المتبرعين من أجل استدعائهم في حال مواجهة ندرة في زمرة دم نادرة ، و لعّل من أهم مشاريع الجمعية ، مشروع " أضحية العيد " الذي تقوم به الجمعية كل سنة ، حيث تقوم بتوزيع الأضاحي على العائلات المعوزة كل سنة عشية عيد الأضحى المبارك في يوم وقفة عرفة . هنيئا لشباب " حراء " التفرّغ للعمل الخيري يحتاج إلى تضحية كبيرة ، فهو مسؤولية عظيمة لا يستهان بها ، و لكن شباب " حراء " سخٍّروا وقتهم و استغلوا سنوات شبابهم ، و استطاعوا بجدارة التوفيق بين عملهم الخيري و بين حياتهم المهنية و الخاصة ، فضبطوا أوقاتهم و نظموها من أجل تحقيق بوادر الخير ، و بهدف تفادي الضغط على أحد دون آخر و مشاركة الجميع أجر العمل ، وضعت الجمعية في برنامجها السنة الماضية ما اصطلح عليه " رجل اليوم " ، و غيّرت المصطلح هذه السنة إلى " مسؤول الفوج " من أجل الوقوف اليومي على عمل الجمعية، و أختتم رمضان 2017 ، بحفل تكريمي تشجيعا لمجهودات أصحابها ،فهنيئا لشباب حراء ميزان الحسنات ، و هنيئا لكل من دخل بيت " حراء " ، و على الراغبين بركب موكب الخير التواصل مع الجمعية على الرقم 018 879 0541 .