عشية الشروع في التحضير للمؤتمر الخامس فؤاد ق دخلت حركة مجتمع السلم منعرجا جديدا عشية الشروع في التحضير لانعقاد المؤتمر الخامس للحركة، وتوحي كل المؤشرات الراهن أن صيف حمس سيكون على صفيح ساخن، حيث شرعت قيادات بارزة داخلها في التحرك لقلب موازين القوى والإطاحة بالقيادة الحالية وإحداث تغيير في الخط السياسي الذي تبنته بعد المؤتمر الرابع والذي شددت من خلاله حدة لهجتها اتجاه السلطة وسياستها. وباشرت قيادات في حركة مجتمع السلم محسوبة على التيار الذي يطالب بإعادة النظر في خطها المعارض، في التحضير للمؤتمر الخامس لإجهاض حراك عبد الرزاق مقري للفوز بعهدة رئاسية ثانية وبصلاحيات واسعة وإسقاط جميع اللوائح والأوراق التي انبثقت عن المؤتمر الرابع تحسبا لرئاسيات 2019. ويرغب أصحاب هذا الطرح في تغليب كفة خيار التزكية على الاحتكام إلى الصندوق تفاديا لحدوث انشقاقات داخل عقر دار حمس. وكان رئيس الحركة، عبد الرزاق مقري، عبر عن ذلك في مقال نشره في الموقع الالكتروني للحركة، تحت عنوان "لماذا لا يحقق الإسلاميون النجاح الانتخابي في الجزائر (5)"، شارحا حالة خطاب الحركة حاليا والظاهر لدى المتابع بأن الحركة "بلا هوية سياسية "، حيث لم يستبعد هذا الأخير عودة الحركة للانشقاق من جديد بسبب الصراع القائم داخلها حول خطها السياسي وقال إن الأمر لا يتعلق بإدانة هذا الخط أو تجريم أو تخوين أو تخطئة أي من أصحابه، وإنما الأمر يتعلق بالمسؤولية، مشددا على أنه إذا أرادت حركة مجتمع السلم أن تحل مشكلة استعصاء توسيع وعائها الانتخابي وتجنيد قواها السياسية "النائمة"، عليها أن "تخرج من التردد في المؤتمر المقبل"، وذلك "بكل ديمقراطية وبعيدا عن النزاعات والصراعات"، مضيفا أن الرؤية التي تفوز تقود "بكل سيادة وتمكنُ من حماية نفسها من التشويش". أما الرؤية التي لا تفوز "إما أن ينخرط أصحابها في الرؤية الفائزة إذا أمكنها ذلك.. أو تلتزم عدم التشويش في وسائل الإعلام وتواصل الكفاح من أجل رؤيتها داخل المؤسسات الشورية والرقابية والفكرية ". وفي تعليقه على هذه المعطيات قال القيادي في حركة مجتمع السلم ناصر حمدادوش، في تصريح ل " الجزائر الجديدة " إن هذا المعلومات تعتبر في الوقت الراهن حديث نظري بعيد عن الواقع، قائلا " نحن لا تختزلنا الأشخاص بقدر ما نحن معنيون بالأفكار والبرامج والمشاريع والرؤى التجديدية والتطويرية ولا يوجد استقطاب، بل سيكون تنافس شريف بطريقة ديمقراطية غير مسبوقة، بكل شفافية ونزاهة في تاريخ الأحزاب السياسية في الجزائر وفي تاريخ الحركة الإسلامية، وسيكون المؤتمر عرسا ديمقراطيا حقيقيا، موضحا أن قيادة الحركة ستلجأ إلى الآلية الديمقراطية وهي الاحتكام إلى الصندوق فهو ليس بمؤتمر توافقي حتى تلجأ إلى التزكية، وبخصوص الأسماء التي أدت رغبتها في الترشح لرئاسة الحركة في المرحلة القادمة، قال ناصر حمدادوش إن الموضوع سابق لأوانه ولم تشرع بعد القيادة في التحضير للمؤتمر ولسنا في ضيق أو حرج ". ومن المرتقب أن يفصل المؤتمر الخامس للحركة في العديد من القضايا أبرزها ما تعلق بموقعها في الساحة السياسية بين التمسك بالخط السياسي المعارض أو العودة إلى النهج الذي كانت عليه من قبل خلال فترة تولي أبو جرة سلطاني رئاستها وأيضا إمكانية توسيع تحالفها مع أحزاب إسلامية أخرى حيث كشف عبد الرزاق مقري عقب تسلمه رئاسة الحركة نهاية شهر ديسمبر الماضي أن هناك اتصالات مع أحزاب أخرى، على غرار حركة النهضة، لتوسيع مشروع الوحدة، لكن الى غاية اليوم لا يوجد أي شيء رسمي"، مشيرا الى أن حركة مجتمع السلم "مصرة على الوحدة "، مؤكدا أنه لا توجد خصومات، بل اختلافات في وجهات النظر والرؤى "، مشيرا إلى أن الحركة "ستقوم أيضا باتصالات مع الأحزاب الأخرى المشكلة لتنسيقية الانتقال الديموقراطي من أجل التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا التي تشهدها البلاد ".