أحزاب معارضة تعلَق على مبادرة جيلالي سفيان "فكرة المرشح التوافقي تحتاج إلى أرضية" فؤاد ق أبدت أحزاب معارضة، تحفظها، على الأقل في الظرف الراهن، على المبادرة السياسية التي أطلقها حزب جيل جديد ، في وقت قال رئيس هذا الأخير، جيلالي سفيان، أن الفكرة حصلت على قبول مبدئي من قبل أحزاب وشخصيات سياسية لكنها لم تتبلور بعد على شكل خطوات عملية، مشيرا إلى أنه لا يتصور حلا للمعارضة في الرئاسيات القادمة سوى التوافق على مرشح واحد. وأجمعت بعض أحزاب المعارضة على أنه من الضروري قبل التفكير في مرشح المعارضة، إعداد رؤية وأرضية تفاديا لتكرار سيناريو رئاسيات 2014، وتوحي هذه التصريحات إلى أن فكرة المرشح التوافقي اصطدمت بمواقف مسبقة من بعض قوى المعارضة، خاصة بعدما انتهى مشروع "مزفران" بالفشل. وقال القيادي في حركة النهضة محمد حديبي، في تصريح ل " الجزائر الجديدة " إن الوضع في الجزائر يحتاج لرؤية واضحة وضرورة إعادة ترتيب أوراق البيت الداخلي فالتفكير في مرشح للمعارضة دون إعداد رؤية وأرضية واضحة سيعيد تكرار سيناريو رئاسيات 2014، فالترشح من أجل الترشح لا يجدي نفعا، مشيرا إلى أنه وفي الظرف الراهن يجب فتح حوار حول أولويات المرحلة الراهنة ليتم بعدها فتح نقاش مستفيض حول ملف رئاسيات 2014، فهناك وضع سياسي دولي وإقليمي ومخططات لتفكيك المنطقة فهناك أزمة اقتصادية خانقة ووضع اجتماعي مكهرب وأصوات ناشزة تريد خلق بؤرة فتنة في البلاد وتفكيك النسيج الاجتماعي للوطن وأوراق أخرى يجب طرحها على طاولة النقاش قبل التفكير في مرشح الرئاسيات، وعن إمكانية التئام المعارضة مجددا وتكرار تجربة مزافران، قال المتحدث " لا أضن فالمعارضة الآن لا زالت لم تبلغ كامل قواها الذاتية في تحديد أولويات المرحلة الراهنة ". ومن جهته أبدى الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، تحفظه بخصوص المبادرة التي أطلقها سفيان جيلالي، قائلا إن توافق المعارضة على مرشح واحد وملف الرئاسيات يحتاج داخل حركة النهضة إلى نقاش مستفيض على المستوى المركزي والمحلي، ومن المرتقب أن يأخذ هذا الملف حيزا كبيرا من النقاش خلال اجتماع مجلس الشورى المرتقب عقده في القريب العاجل. وعن أسباب عدم مشاركته في أشغال الندوة التي انعقدت على هامش الاحتفال بمرور سبعة سنوات على نشأة جيل جديد، قال محمد ذويبي إنه تعذر عليه الحضور بسبب انشغاله بنشاط سياسي آخر. وبخصوص موقف حركة مجتمع السلم التي سبق وأن فتحت هذا الموضوع للنقاش في ندوة سياسية عقدتها الشهر الماضي عرفت مشاركة وزراء حمس السابقين وجميع كوادرها، قال رئيس الكتلة البرلمانية لحركة مجتمع السلم ناصر حمدادوش في تصريح ل "الجزائر الجديدة " إن حمس تدعو إلى التوافق السياسي بين السلطة والمعارضة، وهي لازالت وفيّةٌ لأرضية مازفران، مشيرا إلى أنّ الحلّ في الجزائر هو: بالتوافق المتفاوض عليه بين السلطة والمعارضة، وهي تتحدث عن التوافق كمنظومةٍ متكاملةٍ تشمل الرئاسيات القادمة وتشكيل حكومةٍ توافقية، وبرؤيةٍ سياسيةٍ واقتصادية ومسارٍ ديمقراطي متوافق عليه بين الجميع، وليس بمشاركة الحركة لوحدها، وهذه المقاربة السياسية تفرضها لوائح الحركة وقرارات مؤسساتها، وتسعى للتشاور والاتصال مع الجميع بدون استثناء، وكان رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقرى قد أعلن في البداية عن عدم تحمسه لمناقشة قضية مرشح توافقي للمعارضة في الظرف الراهن بحجة أن الأولوية يجب أن تمنح في الظرف الراهن للمشاكل والتوترات الاجتماعية التي تشهدها البلاد، وتشير هذه التقديرات على أن حرة مجتمع السلم تتجه نحو طرح مرشح خاص بها وفي حالة ثبوت هذه الفرضية فستكون المرة الأولى منذ رئاسيات 1995التي قدمت فيها الحركة الراحل محفوظ نحناح كمرشح منافس لمرشح السلطة. ومن جهة أخرى قال الناشط الحقوقي عمار خبابة، في تعليق مقتضب له على المبادرة السياسية التي أطلقها رئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي، بخصوص مرشح توافقي إن هذه الفكرة مطروحة منذ مدة وما ينتظر المعارضة الآن هو التوافق على تفعيل الفكرة. وعن موقف حزب العمال من المبادرة، قال قيادي بارز في حزب رفض الكشف عن هويته، إن قيادة الحزب ترفض فتح ملف الرئاسيات في الظرف الراهن، مشيرا إلى أن الأمينة العامة لحزب العمال وزعت تعليمات على أعضاء اللجنة المركزية وأعضاء المكتب السياسي للحزب تقضي بعدم الخوض في مسألة الرئاسيات، فجدول أعماله في الظرف الراهن يقتصر على إنجاح مبادرة المجلس التأسيسي، فهي تتجه نحو فتح نقاش عام حول مبادرة المجلس التأسيسي مع أحزاب سياسية معارضة وشخصيات وطنية مستقلة، ويواصل حاليا الحزب خرجاته الميدانية عبر مختلف ولايات الوطن التي أطلقها السبت الماضي لحش المواطنين الراغبين في دعم ومساندة مبادرة المجلس التأسيسي والتي تهدف إلى جمع مليون توقيع ترفع في نهاية المطاف إلى القاضي الأول للبلاد عبد العزيز بوتفليقة.