انتقد مدير دار "الوطن" للنشر سياسة بعض المكتبات في انتهاجها لطريقة معينة للترويج للأعمال الأدبية بحيث تعمل على تصعيب هذا الترويج، معتبرا أن الكتاب الفكري سيّء السمعة في الساحة الأدبية الجزائرية، متأسفا أن مشكل التوزيع لا يزال قائما بحيث يبقى حاجزا قويا. وأوضح قرور من خلال ندوة صحفية بالمكتبة الوطنية، أن الدار ستفتح نقاطا للبيع على المستوى الوطني في أوقات لاحقة، بالإضافة إلى مشاريع في الأفق تتبناها لتطور من إمكانياتها ومقترحاتها للمبدعين. وقد استطاعت -يضيف- إنشاء شركة توزيع بدورها قامت بدورات بمختلف مناطق الوطن بتلمسان مثلا، المسيلة وتيارت وعين تيموشنت، بالإضافة إلى فتح نقاط للبيع على مستوى الطريق السيار من خلال عقد اتفاقيات مع شركة نفطال، إلى جانب نقاط على مستوى الولايات، وكذا تخصيص برنامج لمعارض جهوية ابتداءا من برج بوعريريج، مؤكدا أنه هناك عقبات أخرى في هذا المجال، فليس فقط التوزيع هو المشكلة في طريق صناعة الكتاب. وأفاد قرور أن الدار ستعتمد لاحقا مشروعا يخص النشر باللغتين الفرنسية والإنجليزية كرغبة أراد تحقيقها للقارئ، وستكون البداية مع أسماء الجزائر القوية على غرار رؤساء الوطن، وكذا شخصيات ثقافية وسياسية، وعلى الأغلب يتزامن الصدور مع المعرض الدولي للكتاب، مثمنا من جانب آخر كل جهد يبذلهأي شخص من أجل إيصال الكتاب إلى أبعد نقطة في هذا الوطن. وتحدث قرور، عن مشروع "ألفية القراءة الحياة كتاب مفتوح"، بحيث أنهم بصدد تجرية كتاب الجيب وهذا ليس مضمونا بالنظر إلى واقع المقروئية المتدني، ورغم ذلك راهنت الدار على هذا المشروع الذي يعتبر دافعا ودفعا وكذلك فرصة لتجميل الكتاب في نظر القارئ وغير القارئ الذي بدوره سيهتم في النهاية، وهذا هو الهدف، موضحا أن تجربة كتاب الجيب قد انطلق بها قبل سنتين وهي بالأساس الفترة التي فتحت فيها الدار أبوابها بشكل رسمي. وتابع المتحدث ذاته في سياق جيب الكتاب، أن الدار قد قدمت تشكيلة جديدة من 20 عنوانا مقاس 11 و19 لا تتجاوز الصفحات ال100 صفحة، وهذا أمر مشجع لمشاريع أخرى في هذا النوع من الكتاب ستكون في سلسلة من الإصدارات، في عمل راق يتناسب مع عصر السرعة والحداثة التكنولوجية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تعمل دار الوطن من خلال كتاب الجيب على عدم المساس بالجوانب الفكرية أو التراث الشعبي، بل الاكتفاء بتقديم العلوم ومختلف المواضيع المبسطة. حسب قرور، فإن هذا المشروع هو بمثابة الدفاع عن حق القارئ في اختيار العناوين، خاصة أمام صرامة بعث المكتبات التي تعتبر المكان الأفضل لجلب القارئ، مشيرا مرة أخرى لدورها في عرقلة ترويج الأعمال بسبب رفضها لبعض العناوين، معتبرا الأمر تصغيرا من شأن الأعمال التي تقوم بها دور النشر الحديثة، كما أن السلسلة تحاول إعطاء ثقافة جزائرية وهناك أيضا توجه في أن تمس الثقافتين العربية والإسلامية بالإضافة إلى ترجمات خاصة لعدد من الأسماء محمد ديب مثلا، مؤكدا أن القارئ هو سيد الموقف والآن وقته لكي يكون كذلك.