وسلفه الكاميروني عيسى حياتو، على خلفية العداء التاريخي الذي جمعهما في العامين الماضيين. وكان مفتشو الكاف أجروا مؤخرا عمليتي تفتيش على مستويي الأمن والبنيات التحتية، بما فيها الملاعب وأماكن الإيواء، وهما العمليتان اللتان كشفتا عن عدم قدرة هذا البلد على تنظيم كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم المرتقبة خلال الصيف المقبل، والتي سيشارك فيها 24 منتخبا عوض 16 منتخبا. وجاء قرار سحب التنظيم من الكاميرون ليوجه أصابع اتهام تصفية الحسابات إلى أحمد أحمد، في ظل قيامه بوضع شروط صعبة على الكاميرون لم يكن مخططاً لها من قبل، مثل رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 منتخباً بدلاً من 16، ورفع عدد الملاعب المطلوب توفيرها لاستضافة البطولة إلى 12 ملعباً، وهو ما تعجز عن الكاميرون، خاصة أن قرار رفع عدد المنتخبات المشاركة، صدر قبل أشهر قليلة فقط وليس قبل 3 سنوات على الأقل، بخلاف تعديل مواعيدها في فترة الصيف. ومازاد من الاتهامات الموجهة إلى أحمد أحمد، طرْحُ المغرب استضافة البطولة، والتي تملك عداءً تاريخياً مع عيسى حياتو يرجع لعام 2015، عندما سحب الأخير منها شرف تنظيم أمم أفريقيا، قبل انطلاقها بشهرين فقط، وإسنادها إلى غينيا الاستوائية، رافضاً طلب المغرب تأجيل إقامتها بسبب تفشي وباء "إيبولا" في ذلك الوقت، وهو ما اعتبره حياتو وقتها تمرداً مغربياً، وقاوم ترشيح فوزي لقجع عضواً في المكتب التنفيذي للكاف لفائدة روراوة، الا أن المغربي عاد بقوة للكاف عبر تحالفه الشهير مع أحمد أحمد في الانتخابات الأخيرة، وأصبح نائباً ثالثا للاتحاد الأفريقي، وأهم مسؤول مغربي في الكاف. فتنة جهوية وتسبب قرار الكاف في إشعال غضب كبير داخل منطقة الغرب الافريقي، الذي يعد أهم قطاع قاري داعم لعيسى حياتو في السنوات الأخيرة، وبدأت أصواتهم تتعالى بوجود تصفية حسابات يدير بها أحمد أحمد البطولة وصارت كان 2021 بكوت ديفوار وكان 2023 في غينيا مهددتين، يحدث هذا في وقت تداولت مواقع التواصل الاجتماعي وثيقة تثبت ارسال رئيس الكاف رسالة لرئيس الكاميرون يعده فيها بمنحه شرف تنظيم كان 2021 وهو ما جعل الايفواريين يفهمون الرسالة بحيث سيتم وضع مخطط مماثل للذي وضع للكاميرون كي يتم حرمانهم من دورتهم بنفس الحجة خاصة أن بلد دروغبا لا يملك بعد 4 ملاعب بمعايير عالمية. ويعمل حاليا أحمد في الكواليس ليجعل كفة الترشح تميل لصالح المغرب الذي لم يتقدم بعد بملفه لكنه سيقوم بذلك وكذلك هو الحال لجنوب افريقيا التي ستجد مقاومة شرسة من الملغاشي الذي يكون قد أبعد نهائيا مصر من السباق بحجة نقص الأمن خاصة أن مباريات الدوري في ''أم الدنيا'' تلعب بملاعب فارغة بسبب العنف وهي خسارة كبيرة بالنظر لتوفر مصر على مجموعة جيدة من الملاعب المميزة، منها القاهرة وبرج العرب والإسكندرية والسويس والدفاع الجوي وبتروسبورت وبورسعيد والإسماعيلية، مما يتيح لمصر استضافة البطولة بسهولة مثل المغرب، التي أعدت ملفاً لاستضافة كأس العالم في عام 2026، قبل أن يقع الاختيار على الملف "الأميركي – الكندي" المشترك لاحتضان البطولة.