قرر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) تجريد الكاميرون من شرف تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 (ستجري في جوان من العام المقبل) بسبب عدم قدرته على الوفاء بالالتزامات المطلوبة وتأخر المشاريع المخصصة لاحتضان البطولة ومنحها للمغرب الذي سيكون أبرز مرشح لذلك، مثلما سبق ل”الشروق” أن كشفت في وقت سابق، وسيكشف الاتحاد الإفريقي عن القرار خلال جمعية عامة ستعقد قبل نهاية العام الجاري، على أن يعلن عن مناقصة لترشيح بلدان أخرى، لكن المفاجأة المدوية هي أن قرار “التجريد” لن يمس الكاميرون فقط بل سيمتد إلى كل من كوت ديفوار وغينيا اللتين اختارتهما الكاف ربيع عام 2015 لتنظيم دورتي 2021 و2023 على التوالي. كشفت مصادر مسؤولة من داخل أروقة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ل”الشروق” أن الرئيس أحمد أحمد قرر بشكل نهائي تجريد الكاميرون من تنظيم دورة 2019، بسبب عم قدرتها على مواكبة التغييرات التي طرأت على نظام المنافسة، حيث رفع الكاف من عدد المنتخبات المشاركة في الدورة إلى 24 منتخبا بدلا من 16، وهو ما أثقل كاهل السلطات الكاميرونية، حيث لم تتمكن من تسريع وتيرة الأشغال القائمة بالملاعب والفنادق والمرافق، كما سجلت الشركة الألمانية “رولاند بيرغر” المكلفة بمراقبة الأشغال وإعداد تقارير الخبرة تأخرا ملحوظا، مهّد الطريق أمام الكاف لاتخاذ القرار، وكشفت مصادرنا عن مفاجأة مدوية فجرها الرئيس السابق للكاف، الكاميروني عيسى حياتو الذي يشغل منذ شهر أوت 2017 منصب مستشار لرئيس لجنة تنظيم “كان2019″، حيث قالت بأن حياتو نفسه هو من أخبر مسؤولي الشركة الألمانية بأن بلاده غير قادرة على تنظيم المنافسة بسبب تأخرها في إنجاز المشاريع، كما طلب منهم سحبها منها وإعادة منحها شرف تنظيم دورة أخرى، وهو ما حفز أكثر مسؤولي الكاف على اتخاذ قرار تجريد الكاميرون من تنظيم دورة 2019، وفق ما كان يريده الرئيس أحمد أحمد الذي كثيرا ما لمّح إلى سحب تنظيم هذه الدورة من الكاميرون، مع إمكانية منحها دورة أخرى مستقبلا. وبشأن مصير هذه الدورة قالت مصادرنا بأن الكاف سيقوم بالإعلان عن القرار النهائي خلال جمعية عامة قبل نهاية العام الجاري، مستبعدة أن يتم الإعلان عنه خلال الجمعية العامة التي ستقام في نهاية الشهر الجاري بمنتجع شرم الشيخ في مصر، وقالت ذات المصادر بأن هذه الجمعية العامة ستكون استثنائية وسيتم فيها تنظيم انتخابات جزئية لإعادة انتخاب مثلي الكاف لدى مجلس الفيفا وتخص فقط البلدان الإفريقية الناطقة باللغة الإنجليزية. وبشأن المناقصة التي ستطلقها الكاف لتعويض الكاميرون، قالت مصادرنا بأن رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 منتخبا قلص كثيرا من حظوظ البلدان الإفريقية لتنظيم الدورة، مشيرا إلى أن ثمة بلدان تستطيع ذلك على غرار الجزائر، مصر ونيجيريا وجنوب إفريقيا، أو تقديم ملف تنظيم مشترك، بالإضافة إلى المغرب الذي سيكون في أبرز رواق للظفر بتنظيم هذا الحدث ليس فقط لتوفره على كل الشروط المطلوبة على غرار الملاعب والفنادق والمرافق وباقي المتطلبات، حيث كان قد خسر في جوان الماضي السباق لتنظيم مونديال 2026، وإنما للعلاقة القوية والنفوذ الكبير اللذين يملكهما مع رئيس الكاف أحمد أحمد وداخل دهاليز الهيئة الإفريقية. وفي سياق متصل، كشفت مصادرنا عن مفاجأة أخرى سيعلن عنها الكاف قريبا، وهي تجريد كل من كوت ديفوار وغينيا من تنظيم دورتي 2021 و2023 على التوالي، لنفس الأسباب المذكورة، مثلما سبق أن فعلت الكاف مع ليبيا بشأن دورة 2013 التي تم تأجيلها عدة مرات بسبب الظروف الأمنية الصعبة في البلاد. لكن نفس المصادر أكدت أن الكاف ستلجأ إلى حل آخر وهو تأخير موعد تنظيم هذين البلدين للدورتين إلى وقت لاحق، بسبب معاناتهما من ناحية توفر البنى التحتية والشكوك التي تدور حول قدرتهما على الوفاء بكل الالتزامات على خلفية ظروفهما الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والصحية الصعبة.