يعاني سكان الضفة الخضراء ببلدية برج الكيفان الأمرين بسبب الوضعية الكارثية التي آلت إليها سكناتهم، والتي باتت تصنف في قائمة البيوت الهشة، كما أنها أصبحت تنذر بالانهيار على رؤسهم بين الفينة والأخرى نظرا لقدمها، إلى درجة أنها لم تعد صالحة مطلقا للعيش الآدمي. وقد صرح السكان للجزائر الجديدة، أنهم يضطرون للمبيت خارج بيوتهم أثناء التقلبات الجوية وهبوب الرياح نظرا لخطورة الوضع، حيث أنه خلال تلك الآونة، كان من الممكن أن تنهار سكناتهم في أية لحظة، خاصة وأن تاريخ بنائها يعود إلى أمد بعيد جدا، دون الحديث عن قربها من البحر، والتأثير الذي تحدثه مياهه على أساساتها ودعائمها، التي تآكلت بشكل كبير، كما أن المواد التي بنيت بها لا تسمح بصمودها لفترة طويلة.وفي ذات السياق يضيف المواطنون، أن الوضع يزداد سوءا أكثر فأكثر خلال فصل الشتاء، حيث أن تساقط الأمطار يؤدي إلى صعود مستوى مياه البحر ووصولها إلى غاية تلك البيوت، بل وإلى قارعة الطريق، الأمر الذي يحول أرضية تلك السكنات إلى مسابح لتزداد بذلك معاناتهم.وعلى صعيد آخر، تحدث السكان عن مختلف الأمراض التي لحقت بالعديد منهم، والتي تسبب فيها العيش في كنف تلك البيوت، على غرار الأمراض الجلدية، الحساسية والأمراض التنفسية.وفي سياق ذي صلة بالوضعية المعيشية، أكد المواطنون للجزائر الجديدة أن معظم العائلات التي تعيش بهذا الحي فقيرة، ومستواها المعيشي متدني، إذ نجدة أن غالبية أرباب العائلات من دوي الدخل المحدود لا يسمح لهم بترميم منازلهم، بالاعتماد على إمكانياتهم الذاتية، لدرء المخاطر عنهم ولو قليلا، لذلك نجدهم يكتفون بإضافة بعض المواد التي تمكنوا من اقتنائها على غرار مادتي القصدير والترنيت، في ظل عدم وجود إمكانية الانتقال إلى سكنات أكثر أمانا، حيث بات ذلك بالنسبة لهم حلم من أحلام اليقظة التي يصعب تحقيقها في الوقت الحالي.كما تحدث السكان عن الوضع الأمني المتدهور بحيهم، نظرا لانتشار مختلف الآفات الاجتماعية به، لا سيما منهم مروجي المخدرات، حيث تسبب ذلك في استفحال ظواهر جماعات من اللصوص والشباب المنحرف المتسكع بالمكان والذي نغص على سكان الحي العيش بسلام، حيث أكد هؤلاء أن الكثير من الأقارب والأصدقاء يتفادون المجيء إليهم وزيارتهم لذات السبب، كما أن العديد من المواطنين يتجنبون المرور بهذا الحي خوفا من أي اعتداء يمكن أن يتعرضوا له.وبالرجوع إلى ما تم ذكره، يناشد سكان حي الضفة الخضراء ببرج الكيفان السلطات المعنية تسوية أوضاعهم وإيجاد حل لوضعيتهم السكنية المتردية التي طال أمدها وذلك في أقرب الآجال، سواء كان ذلك من خلال ترحيلهم إلى سكنات لائقة أو بمساعدتهم في تدعيم منازلهم وإصلاحها.