- «لا يمكن للإعلاميين المشرفين على الصفحات الدينية أن يتحولوا إلى أئمة» أكد محمد عيسى وزير الشؤون الدينية والأوقاف ووزير المجاهدين بالنيابة أن الخطاب الديني يقع أساسا خارج منابر المساجد و انه لم يعد في الجزائر ولا في مختلف الدول العربية يصدر حصريا من محراب الإمام . مضيفا خلال إشرافه أمس على افتتاح المؤتمر الدولي الثاني للخطاب الديني في وسائط الإعلام بجامعة بن باديس بمستغانم أن ثمة نشاط سلبي نشأ في بعض وسائل الإعلام التقليدية سواء المكتوبة أو المسموعة أو المرئية وبمختلف شبكات التواصل الاجتماعي يدعو إلى الفتنة والتطرف في أوساط الشباب من خلال بث سموم بعيدة عن تعاليم الدين السمحاء الموجودة في القران الكريم . مشيرا إلى أن خبر الشارع والمقاهي والمجالس يغذي الإشاعة التي أصبحت وسيلة إعلام قوية للتحييد عن المنهاج . وزير الشؤون الدينية الذي كان مرفوقا خلال زيارته لمستغانم بأحمد بيوض ممثل سلطة الضبط السمعي البصري ، شدد على ضرورة أن يتعلم الإمام بيداغوجية الخطاب وتعليمية الكلمة وأن يقصر في خطبته أسوة بالنبي صلى الله عليه و سلم ، كما طالب من الإعلاميين المشرفين على الصفحات الدينية في مختلف وسائل الإعلام أن لا يتحولوا إلى أئمة من خلال مقالاتهم بل أن يستنجدوا بأهل الاختصاص لدعم نشاطهم، داعيا من الحضور من دكاترة ومختصين ورجال الدين المشاركين في هذا الملتقى أن ينتقدوا الخطاب الديني السلبي في وسائل الإعلام وأن يواصلوا العمل الذي أنجز في الملتقى الأخير بولاية قالمة من اجل الوصول إلى إعلام وسطي خال من لغة التطرف مؤكدا أن مرجعنا الأساسي هو الدين الإسلامي الذي يشجب الإعلام غير المؤسساتي الموازي الذي ينبع من الإشاعة و من أقاويل الأرصفة و المجالس موضحا أن الإشاعة ظاهرة إعلامية بامتياز وأن الإمام كفيل بتكذيبها إذا أعطي الأداة المناسبة . الوزير أشار أن الذين يلفقون صور وأصوات عبر الوسائل التكنولوجية المتطورة بأشخاص بريئين ، يستطيعون أن يبثوا أفكارا مهذبة ومشوشة للشباب لتمويههم بان الانتماء إلى مذهب ما أفضل من الإسلام، فيقسمون من خلال ذلك المجتمع إلى انتماءات جهوية و عرقية باسم ما يقيده من حرية التعبير وهو المشكل الذي لم يجد له العلم لحد الآن حلا. وطالب من الأئمة و مشايخ الزوايا و مديريات الشؤون الدينية وأساتذة الجامعات أن يغزوا هذا الفضاء لمحاربة الأفكار الهدامة لاسيما منها «الداعشية» التي تريد أن تظهر الإسلام بصورة وحشية ، مضيفا أن بعض الوسائط تبث الإلحاد بلغة الدارجة و تسب رسول الله (صلى الله عليه وسلم). هذا وأعلن الوزير عن انطلاق أشغال المؤتمر الذي يحضره أساتذة من دول عربية وآخرين من مختلف الجامعات الجزائرية.