لا يختلف إثنان أن البطولة الاحترافية بدون فريق وداد تلمسان لم يكن لها طعم ،فالزرقاء التي لطالما شرفت الألوان الوطنية في المنافسات العربية ،وصنعت عدة لاعبين سجلوا أسمائهم في تاريخ الكرة من ذهب في صورة خريس ،هبري ،جلطي قاهر غانا محمد براهيمي والبقية ها هي اليوم تعود إلى الرابطة الاحترافية بعد موسمين عانت خلالهما الأمرين في جحيم الهواة كيف لا وقد نجت من السقوط في الموسم المنقضي إلى بطولة ما بين الرابطات ،وهو الأمر الذي جعل مجموعة من الغيورين على الفريق في صورة الرئيس نصرو سليمان ،ونائبه غمادي،زيادة على المناجير العام يوسف برحال ،والعضو الفعال سفيان خميس يتحدون ويعولون على انتشال الفريق من الغرق رغم الصعوبات التي وجدوها في بداية الموسم خاصة بعد تحرك بعض الأطراف وعدم تقبلها لهذه الإدارة التي أكدت أن العمل يكون فوق الميدان وليس بالحديث في المقاهي والجرائد ،اين أعاد هؤلاء رص صفوف الفريق من خلال القيام باستقدامات نوعية غيروا من خلالها التشكيلة بنسبة 90 بالمائة و دعموها بخيرة اللاعبين القادمين من الفرق الهاوية وخاصة أبناء النادي الذين عادوا إليه بغية المساهمة في إعادته للأضواء،هذا زيادة على تدعيم العارضة الفنية بطاقم شاب بقيادة مهندس الصعود خريس وزميليه في الدرب بن يامينة وهبري كمال والذين أثبتوا جدارتهم وحبهم لألوان النادي من خلال التضحيات التي قاموا بها والتي مكنت الفريق من حسم البطولة قبل أكثر من 4 جولات لصالحهم ،على الرغم من الإنطلاقة المتذبذبة والتي وضعوا لها حدا في الجولة السادسة من مرحلة الذهاب حين انهزموا بمغنية على يد الاتحاد المحلي ، أين استطاع بعدها الفريق أن يصمد ل 23 جولة دون انهزام علما أنه ومن ضمن 29 مباراة لعبها لحدّ الآن لم ينهزم سوى في مواجهتين ،واحدة كانت على يد «لوما» والثانية المذكورة أمام «ليارام» مقابل 23 فوزا و4 تعادلات، وهو الأمر الذي سمح له بالمحافظة على المرتبة الأولى منذ مباراة الجولة ما قبل الأخيرة من مرحلة الذهاب، ليصل إلى فارق 15 نقطة تفصله عن الملاحق المباشر قبل نهاية البطولة بجولة واحدة ، ناهيك على أن رفقاء بن فولة قد ضمنوا الصعود منذ الجولة السادسة والعشرين. وزيادة على حسمه للبطولة بفارق شاسع فإن الوداد قد امتلك أحسن دفاع هذا الموسم حيث لم يتلقّ في 29 مباراة سوى 9 أهداف، لينفرد بالمركز الأول مقارنة بخطوط دفاع مجموعته .هذا وقد أرجع متتبعو الزرقاء نجاح المشوار إلى احترافية جميع الأطراف في الفريق سواء الإدارة التي وفرت جميع الظروف التي ساعدت اللاعبين على العمل من تربصات و تجمعات ،وكذا سهرها على تسديد منح الفوز في وقتها على الرغم من المشاكل المادية التي أرقت ولا تزال تؤرق خزينة الفريق وذلك في ظل نقص المساعدات التي تلقاها الفريق مقارنة بالديون المترتبة على كاهل النادي، أو الطاقم الفني الذي استطاع في ظرف وجيز أن يكون فريقا تنافسيا حصد الأخضر واليابس وهذا بالإضافة إلى اللاعبين الذين كانوا «رجالا» بمعنى الكلمة وصبروا لحد الآن على عدم تلقيهم لمستحقاتهم المالية وهو الأمر الذي يجعل المسيرين ينتظرون الدعم المالي من طرف السلطات حتى وإن كانت منحة الصعود التي قدمت لهم خلال مباراة جمعية مغنية من طرف والي الولاية السيد ساسي أحمد عبد الحفيظ شجعتهم نوعا ما إلا أنها لم تف بالغرض بدليل ان الطاقم المسير أضحى الآن في حيرة من أمره خاصة وأنهم يعلمون أن انطلاقة الموسم المقبل لن تكون سهلة لا لشيء إلا لأنهم لن يستطيعوا مسايرة ريتم التنقلات الصيفية التي تحتاج إلى أموال باهضة فما بلك بالوداد الذي لم يقدر في الوقت الحالي حتى على تسديد مستحقات اللاعبين الحاليين العالقة والمقدرة بأربعة أشهر كاملة. ما تجدر الإشارة إليه أن الفئات الصغرى للوداد هي الأخرى نالت حقها من التتويجات بدليل حصول الأواسط على اللقب يوم السبت الفارط.