احتضنت قاعة المغرب سهرة أمس الأول، حفلا فنيا أحياه كل من بارودي بخدة وحورية بابا و معطي الحاج، حضرت فيه الأغنية الوهرانية الأصيلة بقوة، و غاب عنه الجمهور، لكن رغم ذلك استمتعت الأقلية الحاضرة، بباقة من أجمل ما غناه أعمدة الطرب الوهراني على مر الزمن. حيث كانت البداية مع الفنانة حورية بابا، التي استغلت هذه المناسبة، لتكرم فنانة لم تنساها أبدا تقول حورية، هي الراحلة صباح الصغيرة، فغنت لها "ولد الساحل" و«ولاد بلادي"، إحياء لذاكرة و ذكرى المرحومة صباح الصغيرة، و من أغانيها قدمت حورية بابا "قاتلك لميما" و "ندير قمري خمري"، و "عالسلامة" و أغاني أخرى من الطابع الشعبي المغربي، منها أغنية "أش داني" للراحل إسماعيل أحمد و أخرى للحاجة الحمداوية، التي حولت هذه السهرة الرمضانية إلى عرس فني بامتياز. ابن وهران بارودي بن خدة، قدم خلال هذه السهرة الرمضانية جديده الفني، و المتمثل في إعادة أغنية "بختة"، من كلمات الشاعر عبد القادر الخالدي و ألحان إبنه محمد أمين، كما اختار أيضا إعادة إحياء أغنية قديمة من التراث "جار حبك لبدا"، من تأليف بلهاشمي بن سمير و ألحان و غناء بلاوي الهواري، التي سجلها بأسلوب مغاير و لمسة عصرية، مما جعلها مختلفة عن تلك التي قدمها عميد الأغنية الوهرانية بلاوي الهواري منذ عدة عقود، من حيث التوزيع و الأداء كذلك، كما قدم بارودي باقة من أغانيه القديمة منها "وهران عليك" و هي بمثابة جدارية تتغنى بجمال هذه المدينة، و "سرج يا فارس لطام" لمصطفى بن براهيم، و "راني محير" و كلها أغاني يحرص بارودي بن خدة على أدائها كل مرة، باعتبار أنها جد مطلوبة. أما معطي الحاج فغنى "فات لي فات" للفنان الكبير الراحل أحمد وهبي، لكن بتوزيع مختلف، و كذا روائع أخرى لهذا الأستاذ لا تزال خالدة، منها "وهران وهران" و "شهلت لعيون" و كذا أغنية "ارسم وهران" لبلاوي الهواري، و التي غناها أيضا هواري بن شنات، التي سافرت بالجمهور المحظوظ إلى زمن الفن الجميل. الحفل من تنظيم الديوان الوطني للثقافة و الإعلام، الذي سطر بالمناسبة، برنامجا ثريا بهذه القاعة خلال شهر رمضان، يتضمن سلسلة من السهرات الفنية، التي ستحييها نخبة من الفنانين، لكن يبقى هاجس الإقبال الضعيف للجمهور يطرح بحدة، ذلك أنه وجد سعر تذكرة الدخول المحددة ب 500 دج مرتفعة، لاسيما بالنسبة للعائلات الراغبة في حضور عدة حفلات مع كل أفرادها.