خصت حرم السفير الفلسطينيبالجزائر السيدة منار عيسى جريدة الجمهورية بزيارة مجاملة عشية عيد الفطر المبارك، جاءت على هامش زيارتها العابرة لوهران، بدعوة من جمعية الإحسان لرعاية و حماية الطفل، لحضور حفل تضامني لفائدة أطفال فلسطين، نيابة عن زوجها سعادة السفير الدكتور لؤي عيسى، الذي تعذر عليه الحضور، احتضنته خيمة الفينيكس، في سهرة رمضانية كانت مميزة، أدخلت البهجة و السرور في نفوس الأطفال المعوزين، المستفيدين من ألبسة العيد، و كذا المبادرين و الضيوف على حد سواء. توجهت السيدة منار عيسى، بالشكر لرئيسة جمعية الإحسان لرعاية و حماية الطفل إلهام وهراني، التي رافقتها في هذه الزيارة، و من خلالها شكرت وهران، معتبرة إياها نموذجا للنساء الجزائريات المناضلات، المشهود لهن بطاقتهن الإيجابية و سخائهن، الذي تعدى كل الحدود، في وطن معطاء، يسهر على تكريس تعاليم الاسلام السمحة، و مبادئ و قيم التراحم و التواصل، في أسمى معانيها و بكل أبعادها، مضيفة أنها لم تتفاجأ بهذا الحب، لأن الجزائر حضن دافئ في الأزمات، حيث وعدت بأنها ستسلم هدية الجمعية المتمثلة في ألبسة العيد لصالح الأطفال الفلسطنيين المتواجدين بمخيم أو بالأحرى معسكر سيدي فرج بالجزائر العاصمة، الذي يضم أيضا أطفالا من سوريا و من جنسيات مختلفة، تحت رعاية الهلال الأحمر الجزائري، حتى يفرحوا بها يوم العيد. منار عيسى استحضرت في هذه الزيارة، يوميات الفلسطنيين خلال شهر رمضان الكريم، التي يعيشونها بطعم الألم و الصبر و الأمل، و كيف يحاول هذا الشعب المقهور، الذي يكابد ويلات الاحتلال و الحصار، تجاوز محنه من خلال إنارة الأحياء بالفوانيس و رسم البسمة على وجوه متشبثة بأرضها، و تسعى للعيش بشعائرها، فقضية فلسطين تقول منار عيسى حاضرة في و جدان كل فلسطيني، مضيفة هنا " أنا فخورة بتمثيل شعبي، بالعطاء الدبلوماسي المتنوع و المختلف و المتواصل، فالمرأة بطبعها معطاءة في كل الحالات، و لا يمكن الفصل بين ما تقدمه لأسرتها أو إزاء شعبها و وطنها". إن العائلات الفلسطينية تقول منار عيسى، تكرس عاداتها لتواجه الإحتلال، و تحتفي بالعيد لتصنع أجواء الفرح رغم الألم، التي تتميز في مجملها بزيارة المقابر و الترحم على الشهداء، و تبادل الزيارات مع الأهل و الأقارب، و منح "العيدية" للأطفال، و تقديم الحلويات لا سيما كعك "المعمول" و "القطايف" أو ما يسمى عندنا بالبغرير المحشي بالجبن أو بالجوز و المقلي في الزيت، في حين هناك مناطق تحبذ الإفطار يوم العيد على سمك "الفسيخ"، لكن تبقى لمة العائلة تقول المتحدثة، أهم ما يميز أجواء رمضان و العيد في فلسطين، مضيفة أن الانسجام مع المحيط، جعلها تأخذ من المطبخ الجزائري، بعض الأطباق و اللأكلات التقليدية، مثل البوراك و المحاجب و الحميس، و غيرها من الأطباق، التي باتت اليوم حاضرة على سفرتها، كما كشفت عن مدى إعجابها الكبير بالحلويات الجزائرية و طريقة تزيينها، و كيف أن 90 بالمائة من ربات البيوت، يحرصن على إعدادها بأنفسهن، و كذا الثراء و التنوع الثقافي، الذي تزخر به الجزائر، فيما يخص التراث و اللباس التقليدي و حتى اللهجات، و كلها عناصر تقول منار عيسى مهمة للحفاظ على الهوية.